!! لو قيل لك – والذي قد يتكرر كثيراً لدينا - ( والله د أنت طيب أوي أوي) أو أيضاً ( أنته فيه قويس زيادة كتيييررر ) أو ( والله تاني منك بطيبتُه مامتلو)!! أو ما سار في نمط هذا السياق ، فهل تشك أن هذه العبارات قد تحمل مدلولاُ آخراً غير ما أستقر في مخيلتك؟. ربما عند البعض قلوا أو كثروا لا أعتقد ، والسبب أن الشعب ( السعودي ) برمته الذي يرتفع عنده – خلافاً عن بقية الشعوب الأخرى – هرمون ( الطيبة ) وبسبب فرط زيادتها لديه أصبحت تُصنف على أنها ( سذاجة ) بكل تفاصيلها ونؤخذ جراء ذلك في أحايين كثيرة على حين غرة والصراحة لن يحتاج من أراد أن يعرف ذلك أن يبذل كثير عناء ، فالشواهد سوف تمنحه من جعبتها كل ما يريده من وقائع بشأن هذه القضية. ..إن الطيبة الزائدة والثقة المفرطة بالكل والتي يدفع ( السعودي ) غالباً ثمنها بشكل عكسي ، هل يمكن أن نسميها طيبة بمعنى الكلمة ؟ .. طبعاً المنطق يقول لا ، بل وألف لا !! .. كذلك النخوة التي تعود في بعض الأحيان بأكبر المصائب على صاحبها ، بل وعلى المجتمع ككل هي بلا شك أيضاً ليست نخوة بل قد تكون سذاجة مريرة عندما تفتقد لأصولها. قبل فترة أراد أحد (مجهولي الهوية ) أن يُدخل زوجته للمستشفى لوضع مولوداً ونظراً لأن هذا المجهول لايملك أثباتاً رسمياً يربط بينه وبين زوجته فقد ( فزع ) له أحد المواطنين وقام بتبني حيلة أن زوجة المجهول هي زوجته صورياً من خلال ( كرت العائلة ) الذي يحمل أسم زوجة المواطن الأصلية وبعد أن أنكشف الأمر وقع المواطن في مشكلة لها أول وليس لها آخر بفعل ( طيبته وفزعته ) بل قولوا ( سذاجته ) !! هذا ناهيك عن عمليات الخداع والغش والسرقة التي يتعرض لها بعض المواطنين ممن يستغلونهم بفعل طيبتهم المفرطة. ..إذا بالله متى يعي البعض من هؤلاء ( الطيبون ) وهم يصحون كل يوم على حكاية كارثية تقع على الوطن والمواطن بمباركة ( الطيبة ) التي وإن كانت لها نماذج مشرفه ألا أن استغلالها من قبل ( المتربصين ) وضعاف النفوس حوّرها بغير مؤداها الحقيقي فأصبح كل من يريد أن يحقق مآربه السيئة أن يبحث له عن مواطن سعودي ( طيب ) أو ( ساذج ) سيان فالمدلول عند هؤلاء واحد في عرفهم وقد يتم تمرير كثير من ( الحيّل ) مباشرة أو عبر وسائل الاتصال فثمة من يريد أن يُبرز سذاجته وطيبة العفوية وهناك الكثيرون من المجرمين المشترون بالمجان أو بأبخس الأثمان . والله المستعان. محمد بن سند الفهيدي [email protected]