يبدو أن هناك من يريد القضاء على مصطلح ( النعومة) الذي كان يأتي مباشرة بعد الحديث عن المرأة , ويريد أن يتحول هذا المخلوق من الرقة إلى الخشونة ومن اللين إلى القسوة بدعوى توفير فرصة العمل , واستثمار نصف المجتمع . وقد قرأت عن نية المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتأهيل السعوديات للعمل في مجال السباكة والكهرباء فلم أستطع استيعاب الفكرة. فالمرأة أولا لا تستطيع أن تحمل مطرقة وتشق طريقها في جدران المنزل لعمل ممرات لأسلاك الكهرباء أو مواسير المياه لكونها ضعيفة البنية ثانيا : مثل هذا العمل أما أنه سيكون في مباني جديدة ولك أن تتخيل وأنت تمر بسيارتك مع أحد الشوارع أن امرأة تقف على ( سقالة ) لتركيب مواسير أو أسلاك لإحدى البنايات أو أن يكون داخل المنازل المأهولة بالسكان لإصلاح خلل بسيط وفي هذه الحالة أتمنى منكم أن تتخيلوا معي هذا المشهد البسيط . يتعطل سخان الماء في أحد المنازل فتقوم ربة المنزل بالاتصال بإحدى ( السباكات). ربة المنزل : ألو السباكة منى. السباكة : نعم تفضلي. ربة المنزل : لدينا خلل بالسخان وأتمنى أن تأتين لإصلاحه. بعد نصف الساعة تأتي السباكة منى بعباءتها , ويكون برفقتها أخوها عمر والذي رافقها ليحمل معها ( الشنطة التي تحتوي على أدوات المهنة) , بالإضافة إلى سلم لإنزال السخان , فهي أعجز من أن تحل كل هذه المعدات , وبعد الوصول دخول الشقة ترمي منى بعباءتها و تصعد على السلم وتحاول جاهدة إنزال السخان من مكانه المرتفع ولكنها تعجز مرة أخرى وتطلب من أخيها الدخول بعد أن توارت ربة المنزل يمينا أو شمالا .......إلخ. بعد هذا المشهد ( البايخ ) الذي لم أكمله لأنني أعلم أن نهاية المسرحية ستكون مملة ولن ينتظر أحد لمتابعتها كاملة كون شقيق السباكة منى (عمر) هو من يقوم لوحده بأداء جميع الأدوار وستظل منى مجرد ( كومبارس) لأنها وبكل بساطة لا تجيد تمثيل مثل هذا الدور فهو لا يناسبها من قريب أو بعيد ومن الأفضل أن نبحث لها عن دور مناسب لقدراتها......... وتقبلوا أجمل التحايا . محمد عمير سالم الغامدي [email protected]