كثيرا من أفراد المجتمع قد لمس فرحة التلاميذ بتأجيل الدراسة لبعض الوقت وهذا مؤشر طبيعي لما نشاهده كمعلمين أو أولياء أمور من تذمر شريحة كبيرة من التلاميذ تجاه المدرسة وتجاه الحصص الدراسية حيث نشاهد الأساليب المبتكرة للهروب من السجن المسمى بالفصل فالتدافع الشديد عند سماع صافرة إنتهاء الحصة الأخيرة هو كأعلان التحرر من هذا السجن الكبير دعونا وبكل شفافية نفرأ وننقاش هذا الواقع الذي يكاد يجمع عليه أولياء أمور التلاميذ قبل أبنائهم ولتكن البداية بما يحمله التلميذ من كتبٍ ثقيلة على كتفه الصغير ولندع ثقل الوزن جانباً ولنحلق في أجواء سبب ملل هذا التلميذ فهل نبدأ بإزدحام الفصول تخيل أن قرابة الأربعين تلميذ في ذات الفصل الواحد هل من العدل أن تقاس نجاحاتنا بالكم ونتجاهل الكيف أرجو أن يرشدني أحدهم عن معلماً يعطي كل هؤلاء التلاميذ حقوقهم في الحصة الواحده ؛ ومما يحبط التلميذ في سجنه الكبير مشاطرته لطاولته كثيراً من الوقت فلا يتفاعل مع الحصة إما لطبيعة منهج المادة العلمية الجامد أو بسبب ضعف الإمكانات في المدرسة ولن أسهب في هذا المجال أكثر فالروتين هو من يتواجد بأستمرار؛ ويبقى أن نعرض بعض الإقتراحات لمواجهة العزوف الذهني لدى كثيراً من التلاميذ تجاه حصصهم فأسلوب عرض المنهج العلمي يكاد أن يكون جامداً صعب الوصول لقلب التلميذ قبل ذهنه فيجب تحليل المنهج وتبسيطه أكثر وإنزاله على أرض الواقع؛ ومن جملة ما يحث التلميذ على الذهاب لمدرسته بكل شوقٍ ولهفه الجانب الترويحي داخل جدول الحصص اليومي فحصة أو حصتين للتربية البدنية في الأسبوع غير كافية لجذبه والترويح عن نفسه المكبوتة داخل الفصل فما المانع أن تكون الحصص الترفيهية الهادفه حاضرة بشكل يومي في جدوله اليومي ويكون ذلك بتقليص زمن الحصة الواحدة إلى خمس وثلاثون دقيقة منعاً للملل ولإيجاد فسحة لإدخال البهجة على نفوس التلاميذ وكسر الجمود داخل الفصل ختاماً يجدر القول بأن مناهجنا تفتقر إلى مواد أو مادة تحدد لنا ميول ورغبات التلاميذ منذ الصغر لكي نصقلها وننميها ليخرج لنا جيلاً واعياً محدداً أهدافه محباً لعمله مخلصاً فيه ولديه كل القناعة والإصرار للتطوير والإنتاج طوق النجاة: المعلم هو اللبنة الأولى لبناء الجيل المتعلم فيجب الإصغاء له وتوفير الغالي والنفيس لراحته لا التفكير في إجهاده ووضعه في دائرة الإتهام حتى ولو لم تثبت إدانته _________ كتبه تركي بن عبدالرحمن الربعي