من اطلع من غير المسلمين على كثير من الفضائيات العربية قبل شهر رمضان وأثناءه قد يتصور تصورات هي أبعد ما تكون عن الحقيقة , فقد يتصور( أن شهر رمضان بالنسبة للمسلمين هو شهر هم وغم وكدر وضيق ونكد وكآبة !!, و يتصور أن لو لم يكن كذلك لما جاءت تلك القنوات الفضائية تسعى لإدخال البسمة الى المسلمين للتخفف عليهم من خلال إشاعة جو من الفكاهة والمرح عبر ذلك الزخم الهائل من المسلسلات الكوميدية والبرامج الترفيهية ) , أقول قد يتصور غير المسلم ذلك عن شهر رمضان المبارك وحاشاه من شهر كريم عن ذلك كله!!. وهنا أتساءل وربما تتساءل معي عزيزي القارئ ِلمَ هذا الزخم الكبير والكبير جدا من ذلك الحشد الهائل من الفكاهة الذي خصص لإنجازه وقت كبير ربما بلغ العام كله, ورصدت له الأموال الطائلة ؟! , ولِمَ يحظى الضحك والترفيه في شهر رمضان من قبل تلك القنوات الفضائية بتلك الحملة الدعائية الهائلة ؟! , فقبل نصف شهر أو يزيد من قدوم الشهر الفضيل تجد تلك القنوات تبث حملة دعائية كبيرة وكبيرة جدا تعرض من خلالها أبرز المواقف الكوميدية لما ستقدمه خلال الشهر رمضان !! , ولِمَ تحرص تلك القنوات على عرض مالديها من الكوميديا والضحك مع صور النساء الفاتنات في أفضل الأوقات وهو وقت ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء و التراويح ؟! , ذلكم الوقت الذي يجيء بعدما ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله وهو الوقت الذي يجب أن يتهيأ فيه المسلم ويعان على التهيؤ لتلك الشعائر العظيمة كصلاة العشاء وصلاة التراويح وهو مفعم بإيمانه روحانيته لا متخما بضحكات ومشاهد كوميدية وصور نسائية فاتنة ربما لا تفارق مخيلته حتى وهو يؤدي صلاته مع جموع المسلمين !! , فياليت شعري ما حال تلك الصلاة وما حال خشوعه فيها , وما الهدف من الضحك الذي كما قلت مصحوب بصور نسائية فاتنة في شهر الرحمة والغفران ؟! . دور وسائل الإعلام أن تعين الناس على طاعة الله وذكره وشكره وحسن عبادته , وأن تهيئ لهم كل السبل التي تعينهم على المزيد من الطاعات , وأشكر هنا دور وسائل إعلامنا السعودية المرئية والمسموعة وبالذات في شهر رمضان المبارك من نقل مباشر وحي لشعائر الصلوات وخصوصا صلوات العشاء والتراويح والقيام من المسجد الحرام والمسجد النبوي حيث تنقلها بتميز سعودي مترجمة الى العالم كله وهذا يعين المسلمين في العالم كله على ذكر الله وشكره وحسن طاعته , كما أنه وسيلة فعاله لدعوة غير المسلمين الى الإسلام وكم لهذا النقل من ثمرات يانعات علمها من علمها وجهلها من جهلها. أعود الى ذلك الزخم الهائل من الكوميديا التي كما ذكرت توحي لغير المسلمين بتلك الصورة المغلوطة عن رمضان فأضيف الى ما ذكرته آنفا أن المتابع لمسار هذه الأعمال خلال سنوات مضت يلحظ أن هذه الأعمال الفنية وخصوصا أحد الأعمال الفنية السعودية تحديدا والذي يعرض في رمضان لا يزال القائمون عليه في طيشهم يعمهون حيث يسخرون في قالب مضحك بالثوابت والمسلمات , وأعمال فنية أخرى غير سعودية ظهرت في السنوات الأخيرة تقوم بتشويه صور شخصيات إسلامية فذة من خلال أعمالها الفنية وتمرر ذلك على المشاهد على أنه حقائق أثبتها التأريخ!!. بقي أن أقول إن أرباب تلك القنوات الفضائية وتلك الأعمال الفنية تجار وأصحاب رسالة بغض النظر عن سمو هدف تلك الرسالة من عدمه يسعون بطبيعة الحال جاهدين لأدائها , ولو لم يجدوا ذلك الكم الكبير جدا من المشاهدين المتفاعلين مع أعمالهم الفنية من خلال المشاهدة والتعليق في المجالس والمنتديات والصحافة لبارات تجارتهم و لتوقفوا طرح أعمالهم الفنية. لذا المشاهد هو أساس نجاح أي قناة أو عمل فني , فلا تكونن أخي الكريم ممن يعين الباطل وأهله في هذا الشهر الفضيل وغيره !!. أحمد بن محمد الجردان [email protected]