[ سوق الجردة .. والمعاناة الأليمة ] ! مدينةٌ تزخرُ بالعطاءِ والتجدد , وفي كلِ شبرٍ منها له حكاياتٌ وذكريات , من انطلاقة تجارة ( العقيلات ) , في مصر والشام والعراق , فبريدة تشهد نهضةً عمرانيةً متطورة , من تنظيم وبناء , إن ما دعاني لأن أكتب عن سوق ( الجردة ) العريق , وفي كل سنةٍ تبدأ فيه مسيرة العقيلات , ويتضمنها تغطيات وفعاليات , كيف لا ! وهذا السوق يُعد الأعرق على مستوى المملكة , فهو مهبط التجار في المملكة , إلا أن حالته الآن يندى لها الجبين , من سوء التنظيم , حينما تهم بالدخول لهذا السوق , فإنك تنتظر بسيارتك في زحمة الواقفين , والضاربين على سيارتك ابتغاء التحريج على بضاعتك , ظناً منهم أنك تقصدهم , مروراً بما يعرض في هذا السوق من تكدس البضاعة لديهم , ومن رداءة ما يعرض , ومن أطعمة , وأوانٍ منزلية مستعملة ومتهالكة . وقدورٍ مهشمة , وموادٍ غذائيةٍ منتهية الصلاحية , مروراً بالصناديق المخالفة على الأرصفة , وأشجار البرسوبس التي تملأ الشوارع والسوق وفي المواقف الشمالية لسوق الجرده , أشياءٌ تعرض هناك , وكل ما يخطر ببالك من مخلفات المنازل ؛ من أِشياء لا تستحق حتى أن تقف بجانبها , أِشياء أراها بهذا السوق تصيبني بالذهول , فمن سيشتري تلك؟ وكأنه لا يوجد حراج اسمه (حراج المقاصيص) , فالسوق استخدم في مضمونه عكس ما يُراد به , فمن المفترض الإقتصار على بيع السمن والفقع والإقط . أيضاً دور مراقب البلدية هناك يجعلك في حيرة , فهو يقف هناك فقط من أجل أن لا تقف السيارات , فأصبحت البلدية تلعب دور الشرطة في التنظيم , ولم تلعب دورها المفروض عليها من مراقبةٍ شديدة ومتابعة . , والأمانة في سباتٍ عميق !! في إغفالها عن هذا السوق , مما يسبب الازدحام اليومي , والعشوائية في البيع , وإعتلاء الأصوات , وإغلاق الشارع وإزدحامه , ورمي البضائع القديمة في الأرض! فتتسائل .. أهذا هو سوق الجردة العريق ؟ ولو أتى زائرٌ لهذا السوق , سامعاً له ولقدمه , فيرى تلك المواقع , فإنه بلا شك , سيأخذ إنطباعاً ليس جميلاً تجاه هذا السوق , ونحن نفتخر به , ونطلق فعاليتنا منها نصدح بأشعار العقيلات في مسيرة عطاء , فأين الأمانة عن هذا السوق , lوجعله أفضل شكلاً يليق بمقام سوقٍ عريق , يحتاج السوق لساحةٍ كبيرة منظمة ومراقبة . بل .. يحتاج لإهتمامٍ كبير , وكفى ! ياسر أحمد الغيث [email protected]