سعادة الأستاذ /ماجد التويجري حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد كتبت في وقت سابق عن القضاة ،وكيف أصبح البعض منهم ملاذاً آمنا لمختلسي حقوق الغير، يهدد بهم الظالم للمظلوم ،لاستناد بعض القضاة مباشرة على شهادة شاهد قد تكون مزورةً أو يمينٍ قد تكون غموساً، في كثير من إحكامهم دون البحث عن الحقيقة قبل اللجوء إلى الشاهد واليمين ، أو التي التمحيص لهما والتحقق من صحتهما إن أضطر إليهما. ولنا في ذكاء القاضي إياس ، وكيفية وصوله للحقيقة قبل طلبه للشهود واليمين عظة وعبرة. وقد أشدت بالخطوة التي اتخذها مرور بريدة لقطع الطريق أمام المخطئ من الهروب للقضاء . ووعدت بالكتابة عن النظام ..الذي لا خلاف على ضرورته لتسيير أمور الناس وضبط فوضويتهم، إذا طبق على الجميع بعدلٍ ومساواة ،دون تفريق بين مراجع \"عديم الطعم واللون والرائحة\" يسلط عليه ويطبق بحذافيره أمام طلبه ،بعد أن يفسره الموظف على هواه لأن النظام غالباً ما يكون ( أعجمياً لدى الغالبية من المراجعين) بحاجة إلى ترجمة لا يفهمها إلا هذا الموظف ذو الخط الأردي الحاصل على الشهادة الابتدائية من الدور الثاني ،والذي تدحرجت المعاملة من المسئول الأعلى في الدائرة(بعد أن شرح عليها حسب النظام) إلى إن توقفت بين يدي هذا الموظف وما عليك إلا أن تنتظر توقيعاً منه يحدد به مصير معاملتك مطبقاً عليك نظام لا يفقهه إلا هو ،ولن يكون ذلك لأنك مخالف للنظام وإن لم تخالف!!، أما لماذا ؟ فلأن الموظف لخسك مع أول خطوة دخلت بها مكتبه فرأى بنظرة الخبير أنّ لا ضرورة لأن يرفع قدميه من سطح مكتبه أو يعدل كرسيه المستلقي عليه مكتفياً بنظرة على معاملتك قبل استلامها لأن يديه مشغولتان بجريدته المفضلة لأخبارها الطيبة دائما عن ناديه المفضل في بريدة (المجاور لمكتبه)،لذا يكتفي بقوله للمراجع المسكين! النظام لا يسمح أو الموظف المسئول مجاز أو غير ذلك من الأعذار الواهية ،فراجعنا بكرة حاضرة على الدوام .. أما المراجع : ذو الطعم واللون والرائحة طبعا ليس عطراً لأن شحمه ولحمه يحولان دون ذلك فالنظام له مختلف تماما تشعر وكأن النظام الذي وضع لك لم يوضع له ،فالنظام أصبح مطاطياً لا تعقيد فيه، لأن تلك الفقرة التي عرقلت ذلك المراجع وفسرت بكذا إنما يقصد بها كذا ،فالرئيس حفظه الله اتصل به هاتفياً وفسرها له لإنهاء موضوع هذا المراجع اللذيذ ، والموظف بطبيعة الحال لا يستطيع مخالفة رئيسه الذي بيده وقع على قرار تعيينه على هذا الكرسي الأثير الذي يجلس عليه وهو لا يستحقه ، لذا ينتهي أمر هذا المراجع ولم ينتهي بعد من شرب كاسة الشاي التي أكرم بها... يلاحظ دائماً أن النظام : يضعف المسئول، حينما لا يستخدم عقلاً في حل قضية ولا حكمةًً لفك معضلة، فيصبح مسئولاً باهتاً لا معنى له ، ينعته مراجعيه بالضعيف ، والعامة ب....... البعير، وما أضعفه إلا نظام يأمر به ولا يتابع تنفيذه ليحاسب مخالفيه ، فليس للنظام عنده روح يتعامل به بنزاهة وحذق يتخذ من مقولة \"يرى الحاضر ما لا يرى الغائب\" منهجا له ،لأنه لوارتكن للنظام بحذافيره ودهاليزه وقشوره لما انقضى شأن ولا انتهت قضية .. ومن المعلوم أيضاً أن النظام : ترس يتترس به المسئول عن السيوف ،إلا إذا تدخل الهوى والطمع( المادي أو المعنوي) بقراره وعرف عنه ذلك مراجعيه أو صغار موظفيه، فتنقلب التروس إلى رماح تخترقه على حين غفلة منه مقطعة لأمعائه تجعل منه مأموراً وليس آمراً،كل ذلك لخنوعه للهوى وجنوحه عن الحق!!. ينخدع البعض بالنظام: فيذيل المراجع المسكين خطابه للمسئول ب \"نرجو عمل اللازم حسب النظام\" ولا يدري أن النظام ما وضع إلا سيف مسلط على رقبته هو فقط ، سريعاً ما يصطدم به فيبدأ بالبحث عن مخارج وطرق أخرى لتفاديه ولكن أنّى له ذلك!! ، أما القوي فلا ينخدع بالنظام لذا لايقدم على هذه الدائرة أو تلك إلا مرفقاً مع خطابه توصية من عزيز أو كبير، إن لم يكن قد سبقه اتصال هاتفي يمهد له الطريق حانياً له النظام كاسراً أي نتوء يظهر فيه حتى يتحقق له مطلبه. لذا يتجاوز الظالم النظام \" بالقضاء؛بالواسطة؛بالرشوة؛ بصيد المسئول بالماء العكر!!. هذا والله من وراء القصد!! والسلام ،. ''دخيل الدخيل،،