تنطلق ما بين الفنية والأخرى أصوات محلية تطالب بإنصاف الأجنبي الوافد في السعودية!! وهذه الأصوات قد تأتي بطريقة رسمية مثل مايدور بمجلس الشورى أو وزارة العمل وعلى مستوى الرأي العام عن طريق بعض الكتاب في إعلامنا المحلي .. ومن البديهي أن كل من يتلقى ويطلع على فحوى هذه الأصوات والمطالب لاسيما من هو خارج المملكة والذي قد يعتقد أن الأجنبي في المملكة يقع ويرزح تحت طائلة من العذاب في معاملته وفي عملة ومعيشته، وهذا تصور منطقي يعبر عن ردة فعل طبيعية للمتلقي الذي تغيب عنه الحقائق فعلى كل حال ( ليس الخبر كالمعاينة ) وهذا مايختص بهذا الجانب المبالغ فيه . لكن مايخص جانب الحقيقة ويمثل المنطق وحسب الواقع المنظورالذي يمثل بجلائه جلاء الشمس في رابعة النهار أن الأجنبي في المملكة العربية السعودية يعيش في أفضل بيئة يمكن أن يتاح له العيش فيها ، فالأجنبي هنا يجد البيئة الخصبة من حيث تعدد مصادر الدخل وتساهل الجهات المسؤولة معه بشكل فضفاض ويجد المعاملة التي تتسم غالباً بالنية الصالحة من قبل المواطن وبالطيبة والثقة العمياء والمفرطة التي أعتاد الأجنبي على تسميتها ب ( السذاجة ) .. الأجنبي هنا يجد الأنصاف في حقوقه ويشارك المواطن كمواطن بل ويتجرأ أكثر من جرأة المواطن ذاته ( يضرب ، يسرق ، ينتهك الأعراض .. ألخ) وبالأخير ثمة من يحاسبنا من أبناء جلدتنا مجاهراً بأن الأجنبي مظلوم لأنه لم يصل لدرجة أن يحصل على كل مايحصل عليه المواطن من ميزات وتسهيلات!! ، بل ومن سعة ورغد الأجنبي بات هو الآن من يتصدق على المواطن عند أبواب المساجد !!. فلعمري أنها لمفارقة من المفارقات العجيبة أن يكون هذا حال الأجنبي لدينا ونجد ثمة من ( ينعق ) بأن الأجنبي مظلوم ومهضوم !! ولعمري أنكم يا هؤلاء الناعقون لفي سكرة فارطة ونظرة قاصرة !! ف أف لكم كيف تحكمون ؟ محمد سند الفهيدي: بريدة