((ما أسوأ الثناء في غير محله !! )) حينما يقوم شخص ما بالثناء عليك وأنت لم تقدّم ما يستحق الثناء تلاحظ أنك خجلت من نفسك قبل الآخرين , خصوصا إذا كان الثناء ممجوجا وغير مقبول إطلاقا , لأن الشواهد والحقائق تخالف ذلك وتنفيه , وكما يقول المثل ( الناس شهود الله في الأرض ) . ذكرني لهذا الموضوع جزء من مقال كتبه قبل فترة الزميل صالح الشيحي في زاويته ( لكن ) في جريدة الوطن , حيث كان عنوانه ( يقرر مايلي ) , وكان يشير إلى العبارة التي يختتم فيها مجلس الشورى أي موضوع يطرح , ثم ختم ذلك بخبر قرأه يقول : رئيس ولاية هيسن في جمهورية المانيا الاتحادية السيد / رولاند كوخ يتابع بإعجاب عمل مجلس الشورى السعودي ) , ثم يعلق الزميل صالح ويقول : بعض المجاملات لا لون لها ولا رائحة ولا طعم !! أقول : ومثل ذلك ما قرأت عنه في إحدى الصحف قبل فترة عن منح مدير عام الدفاع المدني الفريق / سعد التويجري شهادة من إحدى المنظمات العالمية تشيد بما يقوم به جهاز الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية , في الوقت الذي رأيت أمس لقطة يتداولها المواطنون عبر النت عن عائلة في إحدى المناطق غرقت في تجمع مياه بسبب الأمطار , فكانت محزنة للغاية حيث توفي أفراد العائلة في الوقت الذي كانت طريقة الإنقاذ من رجال الدفاع المدني بدائية و مخجلة , بل وكأننا في القرون الوسطى حيث منظر الجثث والتعري , في الوقت الذي أنقذ فيه إثنان من الشباب في منطقة حائل امرأة كانت في عداد المفقودين , كما شاهدت طفلا صعد صخرة في قلب أحد الأودية , وسار الوادي بشكل مفاجئ وبغزارة دون أن يعلم الطفل , فبقي معلق فوق الصخرة والمياه تحيط به من كل جانب في منظر مؤلم حتى وصلت طائرة من إحدى القواعد العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والطيران وأنقذت الطفل بأعجوبة , في الوقت الذي لم يصل الدفاع المدني ولا طائرته الميمونة وأسطوله المطور ومعداته الا بعد فوات الأوان !! ومثله لو تفاجأنا هذه الأيام وعلى أعمدة الصحف بشهادة دولية تثني على الانضباط وتقديم الخدمة على أكمل وجه من شركة الكهرباء الموقرة , وسوف يتسلمها رئيسها التنفيذي قريبا وفي حفل مهيب !! ومن هنا فإننا يجب أن ندرك أن كل كلمة نقولها ونعلم علم اليقين أن من قيلت فيه يستحقها , ومن هنا فالكل يعلم أن مجلس الشورى أمضى أربع دورات وكل دورة مدتها أربع سنوات , ويسير في دورته الخامسة , ولم نر ونسمع إلا قرارات ملأت الأضابير والأدراج , دون نتائج تذكر , حيث البطالة لا زالت تضرب جذورها , وغلاء الأسعار مستمر في صعوده ولا رقيب , وكأن ليس لدينا حماية مستهلك , كما ازداد التلاعب بالمال العام دون مساءلة على الرغم من أن رئيس ديوان المراقبة العامة أطلق صرخة مدوية حول هذا الموضوع ينتظر من مجلس الشورى تعليق الجرس , وكذلك الفوضى في تنفيذ المشروعات ولا مساءلة , كما لا ننسى تداخل المسؤوليات , في الوقت الذي أصبحت قراراتنا معظمها عبارة عن ردود أفعال . إن مجلس الشورى والذي يعرف الجميع أن من أبرز مهامه مناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزه الحكوميه الأخرى واقتراح مايراه حيالها , حري به أن يمارس دوره الحقيقي ويلمس المواطن من قراراته نتائج يطمئن من خلالها أن المجلس حريص على مصالحه , لا سيما وأنه استضاف عدد من الوزراء في جلسات علنية نوقش فيها الوزير بكل شفافية , وأعلنت عبر الصحف وكافة وسائل الإعلام , ومن هنا فالمواطن ينتظر اللحظة التي يؤدي فيها المجلس دوره المنوط به على أكمل وجه , محوّلا الأقوال والقرارات إلى أفعال نلمسها , ومثله الدفاع المدني وما نسمع وما نقرأ عن ما يخجلنا كمواطنين قبل غيرنا وكأن مكاتب الدفاع المدني إذا دخلتها مراكز تسمين حتى أنك تشفق على بعض أفرادها وتتساءل كيف سيباشر الحوادث والكوارث , ومثله شركة الكهرباء التي قطعت ظهورنا بفواتير لا نعلم كيف تسجلها مضافا اليها رسم عداد ورسم دخول التيار , في الوقت الذي أصبحت كابوسا لا تدري متى تنقطع فأفسدت بيوتنا وأجهزتنا التي اشتريناها بآلاف الريا لات , ورئيسها يقول : لا تعويض أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]