جده هي تلك المدينة القديمة التي يتجاوز عمرها 3000 سنة، وكان ذلك على أيدي مجموعة من الصيادين كانت تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد، ثم جاءت قبيلة قضاعة إلى جدة قبل أكثر من 2500 سنة فأقامت فيها وعرفت بها. وقد كان عهد الخليفة عثمان بن عفان عام 647م نقطة التحول لهذه المدينة عندما أمر بتحويلها لميناء لاستقبال حجاج البحر المتجهين لأداء الحج في مكةالمكرمة، ولا تزال جدة إلى اليوم المعبر الرئيس لحجاج البحر ومع تطور وسائل المواصلات أصبحت كذلك معبر لحجاج الجو والعديد من حجاج البر، وعكس هذا الموقع الهام لمدينة جده الوضع الاقتصادي لها لتصبح مركزاً للمال والأعمال بالمنطقة، حيث نمت المدينة بشكل سريع خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين مما جعلها مرفأ رئيسيا لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية تتنوع فيها التجارة وتتشعب، وهذه المكانة لجده تتطلب المحافظة عليها بكل الطرق، وقد كان لأمانة مدينة جده دور فاعل في هذا الجانب الأ أن سرعة النمو لجده حال بين الأمانة وبين المحافظة على ما تم إنشاءه. واليوم نراء عمليات التجميل لجده أصبحت بشكل مستمر ولكن للأسف لم تستطع هذه العمليات تحسين صورة عروس البحر الأحمر حتى الآن، ونخشى أن يكون للعمر دور معه لم تستطع العروس العودة لما كانت عليه، فإحصائيات التلوث العالمية تشير إلى أن مدينة جده من المدن التي يشكل التلوث فيها عامل طرد، وهذا أمر خطير جداً يشعر معه الساكن بهذه المدينة بالقلق أن لم يكن على عروس البحر الأحمر فسيكون على نفسه وأهله. جده نمت بشكل سريع ولكن مع هذا النمو لم يتم أحكام عملية التخطيط العمراني لهذه المدينة بالشكل المناسب، فقد كان دور أمانة جده الرئيسي هو تيسير المعاملات الخاصة بالعمران والنمو، وجاء وقت أصبح من الصعب تحديد أطراف المدينة ومعه أصبح من الصعب كذلك توفير أساسيات البنية التحتية للمدينة والتي هي في الأصل تفتقر أليها في معظم مناطقها ومع هذا وذاك ازدحمت الشوارع وتكدست السيارات وأصبحت الحركة المرورية في المدينة مزعجة. وفجأة تحركت الجهات المعنية من أجل أنقاد ما يمكن أنقاده وهذا شيء تشكر عليه هذه الجهات، حيث بدأ إنشاء الكباري وتوسيع الطرق وتعديل بعض الميادين والتقاطعات وكذلك الحفر لتركيب مجاري الصرف الصحي وغيرها من المشاريع العملاقة التي تخدم المدينة وسكانها وكذلك مرتاديها، ولكن حتى تنتهي هذه المشاريع حال المدينة مزعج، والأهم من ذلك هل سوف تعود جده إلى ما كانت عليه..! المهندس/عبدالله العمودي