إذا أردت أن تكسر مجاديف شخص ما وترهقه بالتفكير وتجعله يعيش حياته ضعيفاً هزيل البدن ومغموم الحال فاتركه غريباً .. الإنسان لا ينفك عن الحنين إلى وطنه وإلى أهله وأحباءه ولذا فإن الإخوة الزملاء المعلمين يعيشون حياة لا تسر صديق فأنى لهم أن يبدعوا في عملهم وشغلهم الشاغل هو متى يحالفني الحظ في النقل !! المجتمع التربوي يريد من المعلم الإبداع والتطوير ! المعلمين بحاجة إلى إعادة حقوقهم المادية نعم وبحاجة إلى تأمين طبي ولكن هل إعادة الحقوق كفيلة بأن تقضي على هذا التفكير ؟ وهل التأمين الطبي سيغني المعلمين عن الشكوى ؟ المشكلة أن الشيء الوحيد الذي حققناه للمعلم هو حذاقة العزف بأنغام الشكوى لنكن واقعيين لا يكثر الشكوى إلا مبتلى والمعلمين أكثر الموظفين شكاوي في كل الأوقات لأنهم واقعين بين سندان البطالة وألم الوظيفة ولو أتيحت لأغلبيتهم وظيفة أخرى غير التدريس لنزحوا إليها غير مبالين ولو نقصت أجورهم فهم يبذلون أضعاف ذلك النقص المادي في أعباء هذه الوظيفة من مستشفيات ووسائل نقل ومسكن وووو إلخ )) كل موظف يحلم بالترقي في وظيفته إلا المعلم يطمح في الخلاص منها ولو كلفه الأمر إلى الدفع والسفر من أجل دراسة الماجستير والفكاك إلى مجال آخر غير التدريس 0 فإذا سمعت منهم بعض تلك الأنغام فرجاءاً لا تشمت ولا تسخر بل قل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا 0 سليم الحربي