عندما قررت وزارة التربية والتعليم إدخال تعليم اللغة الإنكليزية عام 1424ه من الصف السادس الابتدائي كتبت وقتها مقالاً قلت فيه إن تقديم سنة في تدريس هذه المادة لن يجدي مهما فعلت الوزارة في سبيل تدريسها وما ستقوم به من تذليل الصعاب، وتبسيط المادة، ورفع كفاءة المعلمين والمعلمات في تدريسهم لها. وبما أن مجلس الشورى الآن صّوت لصالح الأصوات التي كانت تنادي بإدخال تدريس هذه المادة من الصف الرابع، ستبدأ الوزارة في تطبيق هذا القرار مع مطلع العام الدراسي القادم إن شاء الله، بعد أن ضاعت سنوات على الطلبة والطالبات الذين قد أنهوا المرحلة الثانوية منذ بدء تدريسها بالابتدائية، ولو أن هذا لقرار اتخذ منذ ذالك الوقت فربما تجنب الطلبة والطالبات الكثير من المشكلات التي تعرضوا لها حتى في المرحلة الثانوية، من حيث مستوى الضعف، وكثرة الرسوب، والإعادة بسببها، خصوصاً والمشكلة تكمن في مدى قدرة التلاميذ من الجنسين على تقبلهم واستعدادهم لتعلمها. وهذا لا يتحقق إلا في سن مبكرة، بل ومنذ السنين الأولى، وتحديداً من سن السابعة وما بعدها، والدليل على ذلك إتقان الأطفال الذين درسوا هذه اللغة منذ الصغر في مدارس أهلية خاصة جنبا إلى جنب مع اللغة العربية الأم. عموماً: وإن جاء القرار متأخرا فإني أتمنى تلافي السلبيات التي تعرضنا لها ونحن طالبات من تعقيد في كيفية تدريس هذه المادة، وزحمة كتبها التي كانت تزيد في كل مرحلة دراسية، مع عقم الوسيلة المتبعة في تدريسها بداية من «القطعة» إلى «الصفحة» إلى «الإنشاء» إلى «التمرينات» إلى «الترجمة والقواعد»، وليت السنة الأولى التي يبدأ فيها تدريس هذه المادة للصغار تكون قاصرة على تعلم أبجدياتها، وأحرفها فقط مع بعض الجمل القصيرة، والأشياء المحيطة بالتلاميذ من أدوات، وأمكنة، وفضاء، وأناشيد، وألعاب مغرية، وفتح الحديث حولها يكون أجدى من تعلم قواعدها كما يؤكد ذلك المختصون في تدريسها، فهم يرون أن المحادثة أولا أسهل التقاطاً من الصغار أكثر من التقاط القواعد أو الأسس التي تكون بحاجة إلى تفكير أعلى من مستوى تفكيرهم، والمهم إعطاء التلاميذ فرصة المهارة في كيفية النطق، وتكوين الجمل، دون اللجوء إلى نطقها أو كتابتها باللغة العربية بدلاً من كتابتها بالإنجليزية، مع التركيز على دقة اللفظ، وتنوع الأمثلة، وشمول المفردات المبسطة والمستمدة من البيئة المحلية الملاصقة لحياة الطلاب، وتجنب الثقافة العامة المرتبطة باللغة الإنجليزية، في السنوات الأولى من تدريسها، فليس من المنطق أن يطالب التلاميذ بكتابة قصة عن الأدب الإنجليزي، أو التكلم عن شكسبير، أو تاريخ أوروبا، أو حصان طروادة، كما كان سائداً في تعلمها القديم الذي مورس علينا من بداية تعلمها في المرحلة الإعدادية. أثق تماماً أن لدينا من المعلمين والمعلمات الوطنيات من هم على مستوى عال لتحمل هذه المهمة والمسؤولية الكبيرة وهم مؤهلون لذلك، ومستعدون لتأدية هذه الوظيفة بالطريقة السليمة التي نتمنى نحن والمسؤولون عن التعليم في هذا الوطن إتباعها، بعدة الكفاءة، والمهارة، والثقافة الشاملة لتدريسهم لهذه المادة، وسنجد حلاً لبطالة المعلمين والمعلمات المؤهلين بتخصصهم في تدريس هذه المادة وشغل الأماكن التي يعمل عليها غير السعوديين في المدارس العامة والخاصة، خاصة ونحن لدينا الآلاف من الخريجين والخريجات في هذا التخصص الذي لم يعد نادراً في البلاد، وألاّ نعاني كما في السابق من مسألة سد العجز والتغطية بمعلمي الجغرافيا، والتأريخ الذين لا يعرفون حتى أبسط الجمل الانكليزية، مع جدية تقويم هؤلاء المعلمين من الجنسين، لصالح التدريس. [email protected]