نحن العامة تختلط علينا الأمور كثيراً،خاصة فيما نحن فيه مسيرين لامخيرين فكما أن لكل أمة أصدقاء يريدون لها العزة والسداد،فإنه بالضرورة لها أعداء يتربصون بها مريدين لها الهوان والضعف. كنا في السابق وفي الستين عاماً الماضية نتعامل مع عدو واحد يكيد لنا الدوائر،فنبتهل إلى المولى عز وجل ليلاً ونهاراً بالدعاء عليه وان يعجل لنا النصر والتمكين عليه،وهذا العدو كما هو معروف لدى الجميع هم اليهود ممثلين بدولتهم \"إسرائيل\" والتي أنجبتها بريطانيا العظمى عبر وعد \"بلفور\" ،وتولت حضانتها وتربيتها والمحافظة عليها أمريكا منذ الخمسينات الميلادية وحتى الآن.. ففرضت بالقوة على الوطن العربي وأصبحت واقعاً على حساب احد بلدانه،فلم نصمت! على هذا العمل! بل جابهناه!! بالبكائيات والقصائد والأغاني والخطب العنترية المليئة بالوعيد والثبور والتي ما قتلت ذبابة! كما قال نزار قباني. إذن فالكيان الصهيوني هو عدو لدود مغتصب لأرضنا مستبيح لأعراضنا يتلذذ بقتل شيوخنا وأطفالنا العزل كما حصل في حرب غزة الأخيرة وصبرا وشاتيلا وغيرها وخاض العرب مع هذا الكيان خمسة حروب منذ تأسيسه عام1948م وحتى الآن. ولكن الملاحظ في الأوانة الأخيرة تقريباً بزوغ نجم عدو جديد قديم في نفس الوقت وهي الدولة الفارسية المعاصرة \"إيران\" التي لها أطماع ليست خافية على الجميع فهي تريد فرض الهيمنة والقوة على الدول العربية خاصة المطلة على الخليج العربي والأدهى أنها تحاول وبشتى الطرق نشر التشيع على جل البلدان العربية والإسلامية حتى البعيدة جغرافياً عنها كمصر والمغرب وموريتانيا،ويجدر الإشارة هنا أن قوة إيران زادت الضعفين بعد خدمة أمريكا \"الشيطان الأكبر\" كما يسمونه تقية!! بإسقاط \"بقصد أو بدون قصد\" أشرس عدوين لإيران في المنطقة طالبان شرقاً وصدام حسين غرباً بل زادت أمريكا خدمتها الخمس نجوم!! لإيران بأن أتت بعملاء الفرس ليحكموا! بلاد الرافدين بعد سقوط صدام!،فأصبحت تهدد من موقع قوة أكثر وإن اتجه تهديدها المباشر بشكل أقوى نحو دول الخليج العربي فهي تحتل جزراً إماراتية منذ عام 1972م وكلما علت أصوات الإماراتيين والخليجيين مطالبة إيران بإعادة الجزر، تأتي الردود وبشكل غير مباشر بأنه إذا كانت الجزر الثلاث الإماراتية من حق الخليجيين فإن دولة البحرين من حقها! بل إن شيوخ الحوزة في إيران لا يطلقون على دولة البحرين إلا محافظة البحرين ودائماً ما يطالبون الحكومات الإيرانية المتعاقبة بتحرير تلك المحافظة بزعمهم! فالإيرانيون أجمع يرون أن احتلالهم لجزر الإمارات الثلاث (طمبا الكبرى،طمبا الصغرى،أبو موسى) هو عوضاً عن دولة البحرين أي أنها استبدلت صفقة بصفقة أخرى وهذا ليس مع الخليجيين! بل مع بريطانيا والتي انسحبت نهائياً من الخليج قبل أيام قليلة من احتلال إيران لهذه الجزر المهمة بموقعها الاستراتيجي عند مضيق هرمز الذي يمر منه 75% من النفط العالمي. مجمل القول.. إن إسرائيل عدوة كبرى ولا شك،في نفس الوقت إيران لها في أرضنا مطامع اقتصادية ودينية واضحة.. ولكن من أكثر خطراً علينا اليهود أم الفرس؟. قد يقول قائل أن (الفرس) أشد خطراً لأن أطماعهم مذهبية في المقام الأول حتى أنهم لايخفون ذلك، بل إنهم يستغلون الظروف الحالية وهو أنه لاقطيعة سياسية بيننا وبينهم \"كما هو الحال مع اليهود\" فيزرعون عملاءهم بسهولة تامة داخل بلداننا.. بينما آخر سيقول بل (اليهود) أكثر خطراً فهاهم يحتلون أولى القبلتين وثالث الحرمين والأولى معادتهم قبل غيرهم لاحتلالهم أرضاً مقدسة. كلا الرأيين مقنع نوعاً ما لنا نحن العامة،ولكن لماذا لا يُسمعنا العلماء الأفاضل والمفكرون السياسيون في جل البلدان العربية كلمة الفصل في هذا الموضوع الشائك،من أشد خطراً علينا إسرائيل اليهودية أم إيران الفارسية،فمن الصعوبة مواجهة عدوين قويين مسلحين تسليحاً نووياً في آن واحدة! لذا علينا أن نبدأ بالأهم فالمهم.. والسلام ختام. سلطان عبدالرحمن الفراج