منى\" تبلغ من العمر أحد عشر عاما ، حوّلت بواسطة سيارة الإسعاف من مستشفى الأمير سلمان بالدلم إلى مستشفى الملك خالد بالسيح يوم الخميس الماضي في تمام الساعة الثانية ليلا تشكو من آلام حادة في البطن ، وبعد الاستقبال غير الجيد مكثت في قسم الطوارئ قرابة الساعتين ، وفي الرابعة صباحا وصل الطبيب وقرر إجراء العملية لالتهاب في الزائدة الدودية ، وأدخلت غرفة العمليات بعد ست ساعات ونصف . وذكر أحد الأطباء لأخيها ووالدتها أن لديها انفجار في الزائدة ، بالإضافة لالتهاب حاد ، وكذلك غرغرينة في مكان الزائدة ، ونظرا لخطورة حالتها فقد أعطيت ثلاث مضادات حيوية دفعة واحدة قبل العملية ، أثناء العملية أعطيت مضادا رابعا ، ومع ذلك وعقب العملية وضعت في الأقسام العادية . وعند الثانية والنصف من يوم الجمعة ازدادت حالتها سوءا مما جعل أخوها ووالدته يصيحون بأعلى أصواتهم مستنجدين بالممرضات الذين جاوبهم بالإجماع \"أن هذا الوضع طبيعي بعد العملية\" واكتفوا بإعطائها مسكنا لارتفاع درجة الحرارة . وعند الثالثة فقدت الوعي تماما ، لكنها تتنفس بصعوبة جدا ، واستمر ذلك حتى الرابعة والنصف بدأ تنفسها يذهب ويعود وهي لا تزال بغرفتها بالقسم ، وبعد تعالي صوت ومطالبات أخوها ، وصل الطبيب ، واستدعى عددا كبيرا من الأطباء . ويذكر أخوها : أنها فقدت الوعي أمام عيني في تماما السادسة من مساء الجمعة عندها أدخلت للعناية المتوسطة ، وبعد ساعة تقريبا أدخلت للعناية الفائقة \"المركزة\" ووضع عليها جهاز التنفس الصناعي ، واستمرت كذلك حتى فارقت الحياة صباح يوم السبت ، وصلي عليها مغرب يوم السبت بجامع ابن باز بالدلم ، رحمها الله رحمة واسعة . وذكر طبيب بالمستشفى مهدئا للأسرة أن سبب الوفاة بعد تقدير الله تسمم في الدم بسبب الالتهاب الذي استمر لفترة طويلة ، فيما نفى الجهاز الطبي هذا الكلام ، وذكروا انه لا يحق لأحد تشخيص ذلك . وذكر والد الطفلة أن الدولة تعبت ووفرت الإمكانات وصرفت الملايين ، لكن هناك من المسئولين من لا يرعون ولا يقدرون هذه النعمة ، فإلى متى هذا التلاعب بأرواح البشر ، وهذه الحالة الثالثة لي شخصيا بعد أن فقدت ابني بسبب إبرة خاطئة ، وبعدها فقدت والدتي في نفس المستشفى وبنفس الظروف . فيما أضاف أخو الطفلة : أن تأخر إجراء العلمية وتأخر ردة الفعل لدى المستشفى كانت السبب في الوفاة ، وأنا لا أعترض على قضاء الله . و أن والد الطفلة رفع خطابا موضحا فيه التفاصيل لمدير عام الشئون الصحية بالرياض ، وينتظر ما يسفر عنه ذلك في الأيام القادمة .