تحدث الدكتور- مدني عبدالقادر علاقي أستاذ إدارة الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز بجده في كتابه المعنون ب الإدارة دراسة تحليلية للوظائف والقرارات الإدارية تحدث فيه حول الأحتياجات الأنسانية للموظفين بقوله: لقد توصل علماء النفس والادارة إلى حقيقة هامه وهي أن شخصية الموظف كأنسان تتغير بمرور الوقت , وأن أبعاد هذا التغير لا بد وأن يؤخذ في الأعتبار من جانب الادارة في تحديد سياسات العلاقات بين الرؤساء والمرؤسين في المنظمه . ويقدم لنا (ارجريس) نموذجات لتطور شخصية الانسان خلال مرحلة حياته , وينصح الادارة أن تدرس هذا التطور عند تحديدها للآسلوب الذي تتعامل به مع موظفيها . وطبقآ لهذا النموذج فان الانسان يمر خلال حياته بمرحلتين هما (مرحلة الطفوله ) ومرحلة النضج . وتتميز مرحلة الطفوله بعدم النضوج الفكري , وقصر النظر , وعدم التعمق في فهم الأشياء والظواهر المحيطه , وعرضية الاهتمام وسطحيتها , ومحدودية القدره على التعرف , والاعتماد على الغير . أما مرحلة النضوج والتكامل فان أهم ما يميز الانسان خلالها هو تزايد الحركة والنشاط , والميل الى الاستقلالية, معرفة الذات , والقدره على كبح جماح النفس الطموح , والرغبة في الوصول الى المراكز الأفضل , بعد النظر , عمق الاهتمامات والرغبات , والقدره على السلوك بطرق مختلفه . هذه الأبعاد المختلفه لشخصية الفرد على حد قول ارجريس غير ثابته ولكنها متطوره بتقادم تطور سن الفرد في مراحل النمو المختلفه , وهي أي الابعاد لا تشمل اخلالا ولا تناقضآ مع احتياجات الانسان , ويضيف ارجريس انه على الرغم من ان المنظمات تسعى جاهدة في الحصول على العقلاء من الموظفين الا أن تصرفاتها فيما يختص بالمحافظة على ما لديها من القوى البشريه أو اجتذاب الأخرين من خارجها يتعارض مع هذه المفاهيم لأبعاد شخصية الانسان . ويميل (دوجلاس مكريجر) الى راي (ارجريس) في قوله : بأن الادارة التقليدية في المنظمات تميل الى تخييب امال ورغبات كثير من الموظفين . ومن خلال نظريتيه الشهيرتين بنظريتي (x-y) يقدم لنا مكريجر نظرة الادارة الى الانسان في الصورة التاليه التي يطلق عليها نظرية X: 1- يميل الانسان العادي بطبيعته الى كراهية العمل كراهية فطريه , ويعمل على تجنبه كلما أمكنه ذلك . 2- وبسبب هذه الكراهية الفطرية للعمل فأن الغالبية العظمى من الافراد (من وجهة نظر الادارة) لا بد وأن يوجهوا ويراقبوا ويهددوا بالعقاب أن هم تهاونوا في انجاز الاعمال المكلفين بها . 3- أن الانسان العادي يميل الى أن يوجه من الأخرين , ويحاول التخلص من المسؤلية , ولديه القليل من الطموح , ويهتم اساسا بالبقاء في العمل بغض النظر عن النتائج . ومن خلال هذه الصور المتعدده لنظرة الاداره التقليديه للفرد يرى مكريجر ان هذه النظرة لا تمثل في الواقع الا اعترافا من الادارة بعدم وصول الفرد الى النضج او الرشد , وهو ما يؤدي في النهاية الى حدوث نوع من الصراع في العلاقات بين الاداره والموظفين . ويضيف مكريجر الى أن الأبحاث والدراسات الاجتماعية والنفسية وكذلك المشاهدات العلمية تقدم لنا صورا تعكس مفهوم النظريه السابقه , ومن ثم فانه يقترح أن تبني الادارة في علاقاتها مع الموظفين ما يطلق عليه (نظرية y) والتي تقوم على التصورات التاليه للإنسان : 1- ان المجهود الذهني والعضلي للإنسان في عمله هو شئ طبيعي , وان العمل بالنسبه للفرد هو شئ فطري كالراحة والميل الى اللعب والتسلية. 2- وان الانسان يميل عادة الى توجيه ومراقبة نفسه في تحقيق الاعمال المطلوبه منه دون حب لتدخل الأخرين . 3- وأن تحقيق الانجازات او الاهداف يجب أن ينظر اليه من زاوية المكافأه والتقدير لامن زاوية التهديد والعقاب . 4- ان الانسان العادي يميل في الظروف الملائمة الى تحمل المسئولية وتقبلها. 5- وان طاقات الانسان وامكانياته في عالم اليوم الصناعي ليست مستغله تماما من قبل ادارة المنظمات . ومن خلال أبعاد (نظرية y) يرى (مكريجر) ان الادارة اليوم متهاونه في تحقيق الظروف الملائمه لاشعار الموظف بأنه انسان راشد , وانها تعامله من منطلق عدم النضج وبالأسلوب الذي يحقق لها أهدافها دون مراعاة لمطالب واحتياجات وأهداف هذا الموظف . على انه مهما تعددت النظريات الغربية في تفسير احتياجات الانسان وكيفية معاملته فأن المنهج الاسلامي للأدارة يقدم لنا مشاعل مضيئه في كيفية التعامل مع العاملين استنادآ الى التقوى والخوف من الله ومراعاة العدل في الحقوق والواجبات . إن إدراك الادارة لمعرفة احتياجات الموظفين لا بد وأن يستند أساسا ألى معرفتها لاحتياجات موظفيها وتدبر أهمية تلبية هذه الاحتياجات في تحقيق اهدافها الرسمية , ومن ثم العمل على اشباعها , وهو المدخل السليم لبناء علاقات متوازنه بين الطرفين تقوم على الفهم والتعاون , بدلا من الصراع وتبادل التهم . وحتياجات الموظفين كبشر متعددة ومتباينه , ولكن جميع الموظفين وفي جميع المستويات الادارية يسعون جاهدين للحصول على هذه الاحتياجات من المظمات التي يعملون بها , فإذا تحقق الاشباع لمطلب معين يظهر مطلب أخر ويظهر جهود أخرى لاشباع هذا المطلب........وهكذا . أنتهى أمل اني قدمت لكم ما يفيد ولكم خالص تقديري ولصحيفة عاجل والعاملين فيها والدكتور مدني كل الشكر والتقدير والاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .