المواطن .. ورحلة البحث عن سرير . بينما يستبشر الناس بالتحديثات الهامة التي أجراها الملك عبد الله بن عبد العزيز-حفظه الله- على مفاصل القرارارات في الدولة والتحديثات الحيوية التي ضخت دماء الحكومة، ينتظر الناس قرارات حاسمة من الذين وثق بهم الملك وحملهم الأمانة، وأظن أن زملائي الكتاب تناولوا بما فيه الكفاية مسار التحديث في التعليم، لكنني هنا سأخصص الحديث عن تحديث \"وزارة الصحة\" وهي الوزارة التي يطلق عليها المجتمع \"مقبرة الوزراء\" ذلك أنها الوزارة التي تمس عصب حياة الناس اليومية، والناس بحاجة ماسة إلى خدمات طبية راقية، كما يحتاجون إلى أن تصبح الخدمات الصحية من ضمن الحقوق الرئيسية للمواطن وليست مجرد \"مكرمات\"، ويحتاج الناس إلى أن تكون الخدمات الصحية متاحة والسرير الذي يطلبه المريض لن يطلبه إلا وهو محتاج فلماذا يضطر إلى البحث عن واسطة أو شفاعة؟ المريض حينما يبحث عن سرير لا يبحث عنه وهو يريد النوم والاسترخاء والدعة وإنما يبحث عن حل لمشكلته الصحية، باتت حتى المستشفيات الأهلية تمنّ بسررها المنتنة على المرضى المعدمين، وياليت معالي وزير الصحة وهو الوزير الواعي والمطلح والجراح الماهر يقوم بتغطية كل تلك الثغرات المؤلمة، لقد سمع الناس من القصص ما فيه الكفاية عن أناسٍ ماتوا في أسرة متواضعة قبل أن يصلهم الدور في المستشفيات المتخصصة، وآن لهذه القصص أن تنتهي. تخصص الدولة لوزارة الصحة ميزانية ضخمة من المهم أن تعاد برمجة أولويات صرفها، حيث تصرف على الأولويات المتصلة بالأجساد بعيداً عن البذخ في التعاقدات. من حق كل مواطن أن يحلم برعاية صحية جيدة، ومن حق كل مواطن أن يبدي ملاحظاته على أي وزير أو مسؤول، فالملك نفسه قال في كلماته على ضرورة \"النقد البناء\". أكتب هذا وبين يدي صور أسرة أصيبت عائلته بهشاشة في العظام، والذي نشرت جريدة عاجل بريدة صورة احتياجاتهم الصحية، وأتمنى أن تجد حاجتهم الأصوات المسموعة من بلد يرفل بالخيرات، ويغص بفاعلي الخير، مع أنني كنت آمل أن تحقق للمواطن حقوق العلاج من دون أن يجبر على البحث عن فاعلي الخير، فهذا من واجبات وزارة الصحة ومن أولوياتها، فما هو دور وزارة الصحة إن لم تعالج الناس؟ وماذا ستفعل الوزارة بعد عقد من الآن حيث يزداد عدد سكان السعودية بشكل مهول؟ وتزداد الاحتياجات الصحية؟ إننا نأمل أن تنعكس التغييرات التي أجراها الملك إيجابياً على هذه الحالة وأمثالها، وأن يعالج الناس في المستشفيات ويُستقبلون باحترام وتقدير من دون منّة من أحد فعلاج المواطن من واجبات الوزارة الأساسية والرئيسية، آمل أن تكون وزارة الصحة أو مديريتها في القصيم قد وصلت من النشاط لدرجة تجعلها تتجاوب مع هذه المقالة لإسعاف وعلاج الأسرة المصابة بهشاشة العظام، وجل ما أخشاه أن تمر هذه الحالة من دون –حتى- أن يتفرغ أحد منهم لقراءتها والرد عليها، كما أخشى أن يكون بعض الموظفين قد انشغلوا بحل الكلمات المتقاطعة عن واجباتهم تجاه احتياجات الناس وآلامهم. فهد بن سليمان الشقيران. [email protected] رابط الخبر: http://www.burnews.com/greet-k-n-action-view-id-3787-code-1238988039.htm