الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد ... يبدو إنني فضّلت الدخول إلى مقالي هذا من خلال القصة الشاهدة التي وردت على لسان أحد خطباء الجمعة وهي قصه لطفل في السنه الثانية الإبتدائية استنكر كما ورد في سياقها على مدير المدرسة وصفه لمعلم جديد انه من خيرة المعلمين مبررا استنكاره ذلك بان المعلم حليق ..!!! .فضّلت الدخول من هذا الباب لأنني متأكد تماما من واقع مشواري الطويل بالتعليم أن هذا الطفل لو قدم له الحلوى ذلك المعلم ومازحه وداعبه وقوم سلوكه وأحسن تأديبه بالتي هي أحسن لقال له الطفل فداك أبي وأمي يامعلمي لتسقط شهادة تلك القصة ولتبقى النفس الإنسانيه مجبولة على الكلام اللين ودماثة الأخلاق ويبقى الخطاب المنبري لبعض الأئمة على حاله يحقن ويغذي على رفض الآخر من الوهلة الأولى وخشية أن أقع في محظور شرعي لن أهون من أمر اللحية ولكن سأقول هل يجوز لإمام أحد الجوامع بالقصيم أن يقصي في خطبته المعلم الحليق الذي نقص حظه من القدوة في جانب ونال منها من جوانب كثيرة ليبخس حقه ويفيدنا رعاه الله أن القدوه هي فقط بالجانب الشكلي (في ما معنى خطبته )ليضع إدارة المدارس والمعلمين في حرج أمام الطلاب وأولياء الأمور في إسقاطه للثقة التي هي حلقه التواصل مابين الطالب والمعلم . فالأجدر به أن يتحدث عن القدوة دون إغفال الجوانب المهمة فيها كالأعمال والأقوال وإلا يبقي الباب مشرعا لقبول المعلم الملتحي دون تمحيص وتدقيق في فكره وسلوكه حتى نصل لجيل واعي لا يتم اصطياده بسهوله ، ولا أحب أن أضخم مقالي هذا انتصارا لنفسي من خلال الدخول في التطرف الفكري ولكن ما يهمني كتربوي هو المعلم الحليق الذي يقف أمام طلابه معلما ومربيا وأمينا على أداء مهنته التربوية بكل أخلاص ليجد نفسه بعد هذه الخطبة محل نظرة قاصرة أمام الطلاب وأولياء الأمور بسبب هذه الخطبة التي لن تزيدنا غير تصنيفا وتفريقا وتمييزا . وفي نهاية مقالي هذا أملي بالله ثم بوزارة الشؤون الاسلاميه والأوقاف والدعوة والإرشاد أن توجه خطباء الجوامع إلى الوسطية والاعتدال في الطرح وتناول قضايا المجتمع بعيدا عن ميولهم واتجاهاتهم وآرائهم الشخصية .والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته الدكتور / علي إبراهيم السلامة