وطني كم احبك أيها الوطن ولدت على أرضك الطاهرة وتنفست هوائك العليل وشربت من ماءك الزلال أطفالي يرددون لك واردد معهم أنشودة الصباح موطني قد عشت فخر المسلمين ..الخ وطني يا منبع الدين ومهد الرسالة , كم احبك أيها الوطن الكبير , وطني أيها القلب الكبير رغم أن لي في كل ركن من أركانك ذكرى جميلة , إلا أن حبي لك بدأ ينهار ويتهاوى أمام ضربات بعض أبناءك الموجعة حاولت أن أواجه ضرباتهم مستمدا العون من الله ثم من محبتي لك لكنني لم أقوى على التحمل فأنا مجموعة أحاسيس ومشاعر لها يوما نهاية . يحز في نفسي ويدمي قلبي العقوق ونكران الجميل احتفلت كغيري بيومك المجيد وتزينت بزيك الوطني ! رغم انه مستورد من خارج حدودك ومع ذلك توشحت به كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أجد في طرفه ملصق يقول ( منتج وطني ) فرحتي بيومك الوطني لم تكتمل قتلها بعض أبناءك الأشقياء بتصرفاتهم الهوجاء عندما حولوا الفرح إلى مآسي وإحزان في بعض المحافظات والمدن في ظل غياب الرادع الذاتي والرادع الرسمي . وجدت من أبناءك من يذبحك على قارعة الطريق برمي طفل بريء يلتقطه محسنا يوصله إلى دار الرعاية الاجتماعية وقد يموت من البرد أو تأكله دابة الأرض ! و يتطوع احدهم بنشر الخبر في زاوية جانبية على صفحة جريدة يومية وينتهي الأمر . وتتكرر المأساة في صور وأشكال متعددة .. يطالبونا بالانتماء ويشددون على ذلك وأنت لم تستطع أن تقف أمام انهيارات سوق الأسهم التي أكلت الأخضر واليابس بعدما يُسرت لنا الحصول على القروض من البنوك و تقاطرنا عليها جميعا لنضع برقابنا وأرجلنا قيودا يشدونها كيف ومتى شاءوا , يطالبوننا بالانتماء وأنت غير قادر على توفير الأمن الوظيفي لأبني الذي تخرج حديثا وحفيت قدماه يبحث عن ملاذ وظيفي يحفظه من تقلبات الزمان ويحقق له الأمن الأسري والاجتماعي فوقف مع العشرات لا بل المئات لا بل الآلف من أقرانه في طابور طويل ينظر أن يتفضل عليه احدهم ويمن عليه بدراهم معدودة لا تغطي فاتورة كهرباء منزله أو هاتفه . يطالبوننا بالانتماء وأنت لم تستطع أن تعيد لنا حقوقنا المسلوبة من المساهمات المتعثرة وأباطرة تشغيل الأموال وتركتهم ينعمون بحقوقنا وحقوق أبناءنا وعندما أقرت المحاكم بحقوقنا وأيدت مطالبنا لم تتمكن الجهات التنفيذية من إعادة حقوقنا المنهوبة . يطالبوننا بالانتماء وأنت فتحت الباب لبعض الوافدين ينافسوننا في أرزاقنا ويسرقون اللقمة من أفواه أبناءنا ولا نستطيع أن نحاكمهم لأنهم تحت مظلة احد أبناءك الأوفياء . يطالبوننا بالانتماء وهم لم يرحموا الأم الضعيفة والأب الكسير عندما اقر احد القضاة الدعوى المرفوعة لفصل الأم عن زوجها وإبعادها عن أبناءها وحطم بيتا كان قائما والسبب فروق النسب ! ويأتي من يصفق ويرقص طربا لهذا القرار الذي لا يقبله شرع سماوي ولا يقره عقل بشري يطالبوننا بالانتماء وبعض الكتاب ينهشون في ثوابتنا في أعمدتهم المهترية وزواياهم المظلمة . وآخرون يذبحون الفضيلة في قنوات العهر والمجون , ويستمرون في غيهم كيف يطالبوننا بالانتماء وفي كل يوم يكتشف عشرات الشهادات المزورة للأطباء والمعالجين دون التشهير بهم وبمن تستر عليهم . كيف تطالبوننا بالانتماء وقد سمح لحفنة من التجار الإقطاعيين يتلاعبون بأسعار السلع والمواد الأخرى دون مراعاة لظروف المساكين من الفقراء والمحتاجين . والطامة الكبرى أن يأتي احد الأبناء الأوصياء ويبرر لهم فعلتهم . عندما أكون خارج حدودك الجغرافية اخفي هويتي الحقيقية !! والسبب أن بعضهم خلع لباس الخوف والحياء بتصرفات غير مسئولة وجعلنا أضحوكة بين الشعوب ابعد كل هذا هل علي من لوم إن كنت عاقا لك؟