في السهل والجبل والبر والبحر يجد الإنسان متنفسه وأنسه ، فيتجه بقضه وقضيضه ليختار المكان الذي يشرح صدره بجماله ونظافته ، ويقضي فيه ما شاء الله بأريحية ومتعة ، حتى يُفَارق المكان وهو أسوأ مما كان .. وبني آدم بفطرته يكره القذارة والتخريب ، ويحب النظافة والترتيب ، فلماذا لا يكون صديقا حنونا لمكانه الذي قد يستمتع فيه غيره ؟ من المتنزهين من يرك آثارا سيئة على مكانه ، قد يحرم أو يؤذي غيره ، وهذا مناف لأخلاقنا الإسلامية التي تحثنا على التعاون ، وبذل المنفعة للناس وعدم أذاهم ، وأخلاقنا الإسلامية رغبتنا في إماطة الأذى ، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول : \"عرضت علي أعمال أمتي حسنها و سيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ..الحديث \" - رواه مسلم ، وبعض المتنزهين يصنعون الأذى بحسب أهواءهم ، فمنهم من يطبخ ويشب النار ، ويأكل ويشرب ، ثم يترك المكان ممتلئ ً بالقاذورات ومخلفات النزهة ، وبعضهم يذبح ذبيحته ويسيل دمها ويرمي روثها كيفما اتفق من غير مراعاة للمكان والمحافظة عليه ، وبعضهم من يبول ويتغوط في المكان الذي يتردد عليه الناس وحببينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك فقال : اتقوا الملاعن الثلاثة ( البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل ) حسنه الألباني.. إن صديق المكان الحنون هو من يحافظ على مكانه الذي يغادره ، ويضع بصمته ولمسته عليه ، ويكون دائما بين خيارين~ أن يدع المكان كما كان ~ أو أفضل مما كان !