كنت أقرأ أمس في إحدى الصحف السعودية،ولفت نظري توافق عدد من الصحفيين في تناولهم لحادثة حصلت في مركز الملك فهد الثقافي إبان عرض مسرحية الإكليل - وبغض النظر عن صحة الأحداث من عدمها - فقد بدا لي أن بعض الصحفيين يشكلون لوبياً يتقن أدواره بامتياز ، ويعرفون كيف يستغلون الأحداث لصالحهم بحيث يجعلون الطرف الآخر على خطأ وهم على صواب. وقبل أن أواجه ببعض المعترضين أقول لهم اقرؤوا صحف أمس الثلاثاء15/2/1430ه ستجدون توافقا عجيبا يشعرك أن هؤلاء يعشون في بيت واحد ويتحدثون عن حدث داخل غرفهم،والعجيب أن بعضهم يدلي بدلوه جازما خطأ الفئة الثانية دون أن يتأكد من الأمر ،بل ربما وصل له عن طريق صديق أو جريدة أو إنترنت ثم يبدأ في تحليل الوضع وإصدار الأحكام والمطالبة بالمحاسبة ،ولا يستحيون في رمي مخالفيهم بالتهم والادعاءات المغلوطة بل المكذوبة،وتأليب الرأي العام عليهم،وتضخيم الحدث إلى درجة اليقين به،بالرغم من وجود احتمالات أخرى قوية تخالف ما ذكروه. وإذا كانوا يشنعون على مخالفيهم في الكلام ، فإنهم بالمقابل يرفضون أي كاتب يمسهم من قريب أو بعيد ،وأقرب تهمة يلصقونها به هي الإرهاب ،ومحاربة التطور والمدنية،وأن هؤلاء يعيشون في القرون الماضية ولا يعون ماذا تعني المدنية،وهم يريدون للمجتمع أن يعيش منعزلا عن العالم. ويزداد عجبي حين يطالب هؤلاء الصحفيون بتحقيق أمور تخالف الشرع ولا تتفق مع ما تتبناه الدولة وما تنص عليه أحكامها المكتوبة والمعلنة. فهل يقبل أحد منهم أن يتهم أو يحاسب وتستعدى عليه الدولة؟ لا أظن أحداً منهم يرضى بذلك لكنهم لا يترددون في كيل التهم للفئة المخالفة لهم ولو كانت على حق. ويلصقون كل سوءة بهم وكل خطيئة هم مسببوها ،وكل حادثة هم من أشعلها. فهل يعي هؤلاء الصحفيون بأنهم لن يستطيعوا أن يقنعونا بوجهة نظرهم التي يطبلون لها في جرائدهم كل يوم ،ويتدافعون في إبرازها على السطح؟ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ولن نتزحزح عنه قيد أنملة ولا يهمنا أن يصمنا أي أحد من أية ملة بأننا رجعيون أو نعيش في غير زماننا. أسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق. د.عبدالرحمن إبراهيم أبو فارس