(( مطلوب خادمة أمريكية للعمل في بريدة )) أقول: لا أحب الحديث أو الكتابة في الاقتصاد أو السياسة؛ ليس لأنني لأجيد ذلك ولا أتقنه فحسب، بل لأن مسائلهما معقدة وقواعدهما غير منضبطة، على الأقل في العصر الحديث. إلا أنني رأيت في المنام أمراً أحببت أن يكون على مائدة الكتابة، الذي رأيته إعلان أسرة سعودية وتحديداً من مدينة بريدة كتبت: ( مطلوب خادمة أمريكية مع سائق يكون محرماً لها ويشترط مسلمين)!. من المعلوم الذي لا يخفى، أن غالب الكائنات الحية تبدأ صغيرة ثم تكبر حتى تصل الذروة ثم تتجه نحو النهاية والاختفاء، إلا الحي القيوم الذي هو حي لا يموت، باقٍ لا يزول، له مقاليد السموات والأرض، بيده كل شيء، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. سبحانه. سقوط الدول أمر ليس بدعاً، فقد جاء في محكم التنزيل وتلك الأيام نداولها، فالأيام دول، والدول لها أيام عزٍ ثم تنقضي وتنتهي، فلا أثينا ولا روما بقيت، ولا الحجاز ولا الشام ولا الأندلس استمر لها الأمر، ولا بغداد ولا القاهرة ولا استانبول جزعت من تقلب الحال، وكذلك لا فينا ولا موسكو ذاقا حلاوة المجد والسؤدد زمناً طويلاً، وواشنطن في الطريق... هذا كله أمر بدهي لا يختلف عليه اثنان ولا يتناطح فيه كبشان. أذكر أن أحد رجالات الفكر في بلادنا في أول التسعينات الميلادية قال: إن أمريكا ستسقط في عام ألفين .... كلام السياسيين أو من يتعاطى السياسة ليس بعيداً عن تحليلات الاقتصاديين وكلامهم ... وبعد هذه الأحداث الاقتصادية العالمية التي أثبتت سقوط الرأسمالية، كما سقط قبلها النظام الشيوعي والفكر الاشتراكي ... تأتي بوادر سقوط وإفلاس دول !!!. ومن قرأ كتاب (موت الغرب) لباتريك جيه، الذي يشير إلى تناقص الغرب بسبب الزواج المثلي وقلة الإنجاب بل وندرته فضلاً عن كثرة العواجيز وعدد وفياتهم، مع تزايد شعوب أخرى وخاصة الشعوب الإسلامية...كما أشار إلى أن الشعوب في الغرب نظرتها للحياة مادية صرفة، بينما الشعوب الإسلامية تعيش الحياة بلذة روحية عالية رغم ما لديها من معاناة، أقول: من قرأ هذا الكتاب عرف أن الأمر ليس سقوطاً ذريعاً في السياسة والاقتصاد والأخلاق بل وفشل في نواحي كثيرة تهم الإنسانية أجمع.... لا يُقوّمها ويُسيّرها إلا ما كان مستمداً من خالقها وفاطِرها. فهو الذي أوجدها من العدم ويعرف كيف تعيش ومتى تموت. ومن قرأ كتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) الذي اشتهر وذاع صيته وطبع طبعات كثيرة لأبي الحسن علي الندوي عرف حقيقة الأمر وعرف أن العالم كله لا بد له أن يسير وفق تعاليم وتوجيهات سديدة في كافة شئون الحياة؛ فقد أُمرنا أن نعمر الأرض فنعمل وأمرنا أن نعبد الله حتى يأتينا اليقين كما لا ننسى نصيبنا من الدنيا .... بهذا يعود المجد لنا والعزة.... سقوط الدول العظمى أمر حتمي ... لكن هل نحن مستعدون لنكون البديل؟!، هل نحن جاهزون لتولي القيادة العظمي في العالم؟ الأمر ليس ببعيد ولا مستحيل... علينا أن نفيق، فلا نفرط في التفاؤل، ولا نغلوا في التشاؤم. إبراهيم عبد العزيز اليحيى مفهرس مخطوطات مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض