قد يبدوا من الإشارة أعلاه أن ثمت شيء ما ... بين معالي شيخنا الدكتور/عبد الله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم وبين ابني ذو السبع سنوات الطالب في الصف الأول في إحدى مدارس وزارته العريقة غير أن الواقع ليس كذلك إنما أريد أن ادلف بين يدي معاليه عن طريق قلب ابني لعل قلب الصغير يحنو عليه قلب الوزير .. فليأذن معاليه كما هي عادته الشيمة والتواضع لإبنه الصغير أن يعبر عما في نفسه ببراءة الطفولة وصراحة الصغير الذي لا يرتب لكلماته ولا يلحظ سقطاته وربما يخفي شيء من التعبير من اجل الوزير...[..بابا..برد والإستاد يقول هذي آخر سورة كلهن حفظناهن ليه أروح للمدرسة وأنا ما عندي واجب وأخاف يضربونني الكبيرين بخامس وسادس أبي اقعد بالبيت لين يوم......تحدده المدرسة من شان يعطوننا الشهادة] نعم يا معالي وزيرنا المبارك إذا كان هذا هو حال طفل وطالب في الصف الأول ابتدائي في مدرسة ابتدائية في مدينة متميزة كمدينة بريده فكيف بحال طالب الصف الأول ابتدائي في مدرسة ابتدائية في قرية نائية أو مركز بعيد يذهب به البرد يمنة ويسرة وتضرب الرياح الباردة أطنابها وربما أن أطفال تلك القرية أو ذلك المركز يعوزهم كساء الشتاء أو سيارة توصلهم للمدرسة ... وبما أن ابني تقدم بين يدي معاليكم لنفسه ولزملائه في مملكتنا الغالية فلماذا لا ينظر في حالهم في مثل تلك الأيام ويسمح لهم ولمعلميهم بانتهاء الدوام قبل أسبوع من الامتحانات النهائية أما لماذا هم....؟؟؟ فقد عرفنا السبب للطلاب وأما المعلمين ..فأقول أليس من الأجدى والأولى وانتم اعلم وأدرى أن يكافئ المحسن المجد المجتهد على كفاحه في تعليم هؤلاء البراعم الصغار الذين يغرس في قلوبهم حب العقيدة والكفاح من اجل الوطن .. هل يجازى معلمو الصفوف الأولية والصابرون المثابرون على أولادنا أن يكلفوا بالدوام الذي لا طائل من اجله وقد انهوا مهمتم وقاموا بواجبهم وهم على قدر من الأمانة والمسؤولية لماذا لا يقال لهم انصرفوا معفى عنكم ما تبقى من الأيام لكي يعودوا إلى عملهم في الفصل الثاني فرحين نشطين ...وزيرنا المبارك معلمون ومعلمات يقطعون الأميال والصحاري من اجل الحضور فقط دونما عمل وان قيل إنهم سيستفاد منهم في المدارس الأهلية فهذا يعني احد أمرين إما أن الأهلية ليست بكفء لتعليم البنين والبنات وتلك مصيبة وإما أنها تشهد عجزا ونقصا واضحا في الكوادر طوال العام لا تتم تغطيته إلا في نهاية الفصل الأول وتلك مصيبة أعظم وما يعانيه المعلمات أكثر مما يعانيه المعلمون وربما محارم مسئولي التربية والتعليم هن اقرب تجربة وبهن يستشهد فلماذا لا ينظر معالي وزيرنا المبارك بكلتا عينيه – حرسهما الله – عين على الطلاب وعين على معلمي ومعلمات الصفوف الأولية ... وأخيرا للعلم فقط فلست من رجالات التربية والتعليم وان كان ذلك بحد ذاته مفخرة وشرف وإنما من نتاجها والحمد لله ..والله المستعان وعليه التكلان ..... أحمد سليمان العدل - بريدة