قبل أكثر من عشرين عاماً تم تعيين مدير لفرع البنك الزراعي بمحافظة عيون الجواء وكان من أهالي محافظة الرس واسمه محمد الطريفي ولم يكن معروفاً أبداًَ. قدم الرجل الى المحافظة واستلم العمل وتعرف الى الأهالي وخالطهم وكان يرضي الجميع بدون مخالفة النظام واشتهر الرجل بنزاهته ونظافة يده. أحبه الجميع ورضي الجميع بادارته لسبب بسيط جداً وسهل : ألا وهو عدالته بين جميع المزارعين فهو لايمكن بأي حال من الأحوال أن يقفز على النظام ولكنه أرضى الكل. وعوّد الكل على اتباع الأنظمة. أضحى الرجل من أهل البلد التي لاأبالغ ان قلت انه أحبها أكثر من بلدته الأم. احترمه الكبير والصغير وبادلهم الاحترام. أولاده كلهم من مواليد عيون الجواء. ولكن ولأن الله له الحكم و الحكمة فقد أراد أن يبتلي هذا الرجل الطيب. في يوم الاربعاء قبل الماضي حدث لعائلته حادث وكان أحد أبنائه يقود السيارة ومعه والدته وبعض اخوته ولاراد لحكم الله. نتج عن الحادث كسور ورضوض بالأبناء ولكن الأم الرؤوم أصيبت بكسور مضاعفة جلست على اثرها في العناية المركزة فترة من الوقت الى أن اختارها المولى الى جواره . في يوم الأحد الثامن من محرم الحرام. ذهبت أم عبد الرحمن وصلى عليها جمع غفير جداً من أهالي الرس ومن أهالي عيون الجواء الذين ذهبوا الى أبي عبد الرحمن في الرس وهو واجب علينا جميعاً وأحمد الله انني معهم وقدمت عزائي لأبي عبد الرحمن وأبنائه في والدتهم وأمهم الرؤوم . ذهبت أم عبد الرحمن الى جوار ربها ضيفة عنده والله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. اللهم تقبلها عندك في عليين واجعلها مرافقة للنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. عزائي للجميع للزوج والابناء والبنات والعائلة وأخوتها ولكل محب لها. ولاتنسوها من دعائكم خاصة وأنتم صائمون.