لقد كان الإعلام و لا يزال محركا للشعوب , واليوم بات أخطر مما يتصوره صانع القرار. إن إعلامنا يملك من المال الكثير , والإمكانات المادية والبشرية فما الذي ينقصه ليكون مؤثرا. لقد ثبت أن الاستيلاء على مشاعر الشعوب وعقولهم ليس بالمسابقات والمسلسلات المدبلجة فحينما تحدث الأزمات نجد أن أول من يشتم هذه القنوات هم الفئة التي ظنت هذه القنوات أنها امتلكت قلوبهم وانتمائهم لها . نحن بحاجة لإعلام أزمات قادر على إدارة الأزمة و قادر على الفصل بين المشاعر والتعاطف وذلك من خلال المجتمعات المدنية التي يحق لها التحرك بمساحة أكبر من إعلام سياسي متحفظ يراعي الظروف الدولية وتعقيداتها السياسية . لقد صرفنا الكثير على إعلامنا ولكنه الأقل ضجيجاً.... فالفكر لا يرد إلا بفكر وكذلك الإعلام لا يرد إلا بإعلام موازي له فكل من يتابع الأحداث المتوالية على المنطقة يدرك أهمية وجود متحدث رسمي باسم المملكة وقيادتها يكون مسئولاً عن ما يقول وعن الجهة التي يمثلها فالخبر أو حتى البيان لوحده لا يكفي بل لابد من التحليل والشرح واللقاء مع الصحفيين والقنوات ومتابعة الأحداث والتعليق عليها كل ما كان ذلك ضروريا . وبذلك تستطيع الدولة حماية قرارها السياسي والسيادي وتعفي نفسها من تبعات تحرك المجتمع المدني والأفراد إعلاميا وتكون لهم الحرية بالتحدث والكتابة والتعليق على الأحداث والآخرين. إن كل مهمة تتنازل عنها سيأتي من يشغلها ... ونحن اليوم في بلدنا بحاجة للتواجد إعلاميا بما يتناسب مع مكانتنا العربية والإسلامية والدولية إن جهدنا كبير وأعمالنا أكبر ولكن غيرنا لا يقدم إلا القليل بل والتضليل.. ومع ذلك ضجيجه أكبر, إننا أمام آلة إعلامية تحرك الشعوب وتوجه السياسات فالإعلام اليوم سيطر على القلوب والعقول, ولا يمكن أن نراهن على سياسة الصمت والحكمة ولعقود من الزمن... فالحكمة اليوم أن نحمل لواء الإعلام والدفاع عن قضايانا ومجتمعنا ولكن ليس بإنشاء قنوات لا نرى من وطنيتها وهويتها إلا أن المال سعوديا ... إن أزمة غزة أثبتت أننا بحاجة لإعلام وطني يمثل هويتنا ويعبر عن إرادتنا فالوقت بات متأخرا جدا والأحداث مقلقة! وكذلك الشعوب تم استقطابها من داخل بلدانها لمشاريع بلدان أخرى من خلال الإعلام.... فهل نتحرك قبل فوات الأوان. سلطان بن فيصل السيحاني طالب دكتوراه في إدارة الأزمات