حقًّا لا يستهويني أسلوب «حمدي قنديل»، لا كتابة، ولا مشاهدة أو سماعًا في القنوات الفضائية، التي جابها بالطول وبالعرض.. ذلك لأن مَن يشتم بلده، ويتنكّر لفضلها، ويبيع سلعته إرضاء للمختلفين معها، لا يستحق الاحترام، ولا يسترعي انتباه المتابعين الشرفاء. ولمَن لا يعرف «حمدي قنديل»، نضيف إلى معلوماته بأنه زوج الفنانة «نجلاء فتحي»، وتصفه مجلة «لنا» بأنه رجل مثير للدهشة والإبهار من قِبل ملايين المشاهدين، ومثير للإزعاج للأنظمة العربية، وبات مطاردًا في برامجه، ويصف النظام في بلده «مصر» بأنه مصاب بتصلّب الشرايين. عمل «القنديل» في عدة فضائيات ببرامج ساخنة، تحمل الكثير من العداء للأنظمة العربية، وتؤلّب الشعوب على أنظمتها، فعمل تحت عنوان «رئيس التحرير» في التليفزيون المصري، وبعد أن تم إيقاف برنامجه لسوء سلوكه، اتّجه إلى قناة دبي، فعمل على تقديم برنامج تحت مسمّى «قلم رصاص»، ما لبث أن تم إيقافه هو الآخر لنفس السلوك، ارتمى بعدها في أحضان قناة «الليبية»، وواصل تقديم «قلم رصاص» لكن هذه المرة لم يصدر أمر بإيقاف البرنامج بعد إذاعة ثلاث حلقات منه فقط، بل صدر قرار بتأميم قناة «الليبية» بسبب إصرارها على بث برامجه، وتم تحويلها من قناة خاصة إلى قناة حكومية، تتبع الهيئة العامة لإذاعات ليبيا. أصل بعد كل هذه المقدمة عن ذلك «المعتوه» الذي طردته كل تلك القنوات الحرة منها، والحكومية، والمستقلة إلى نتيجة واحدة، هي «سوء سلوك»، ولا يمكن أن تجتمع كل تلك القنوات على «ضلال»؛ ولذلك فإنني لا أستغرب أن يسعى ذلك «التافه» إلى مهاجمة الإعلام السعودي في مجلة «لنا» في عددها 191 لشهر أبريل 2010. فقد ذكر السيد «حمدي» بأن «إمبراطورية الإعلام السعودي ألعن من إمبراطورية الإعلام المصري، ولكنهم أذكى»! وأشار إلى أن أفضل القنوات الفضائية يملكها سعوديون، وأشخاص رأسماليون، فهم أكثر نجاحًا للأسف!. ولا شك بأن هذا التصريح البغيض مردود عليه، فماذا ننتظر من شخص طرق أبوابنا الإعلامية ليلقي سمومه على إخوتنا وأشقائنا من على منابرنا؟ فقفلنا كل الأبواب في وجهه؟.. هل ننتظر منه أن يلقي قصيدة فيها الكثير من الإطراء والمديح لنا؟ وحتى الإعلام الآخر الذي رحب به بشفاعة «نجلاء فتحي» لم يستطع الصبر عليه، ولم يرحب ببرامجه كما كان يرحب بأفلام زوجته، ففرقٌ بين لهجة العداء وساعات الصفاء. إذ لم يرض المسؤولون في قناة دبي أن يصف «القنديل» «أمة محمد» بأمّة مهند، كما لم يرضَ النظام في ليبيا أن يتناول «القنديل» عبر فضائيتها موقف مصر من «حزب الله».. فكان ولاؤهما لمصر أكثر من وطنيته التي افتقدها من خلال شتيمته لها. ولم يكن إعلامنا بحاجة إلى شهادة من «القنديل»، فنحن نعرف إمكانياتنا ومكانتنا جيدًا، ونصر على مصداقيتنا، ولا يمكن أن نتيح للمرجفين من أن يُصفّوا حساباتهم مع دولهم، أو حتى مع الآخرين عبر منابرنا المشهود لها بالاتزان، والتي تجمع ولا تفرّق، وحكمنا عليه كان قد سبق تجارب القنوات الفضائية العربية التي تورّطت معه، ومن ثم أبعدته! إذن فالحكم على إعلامنا صدر من منبوذ، تقيأه إعلام بلاده أولاً قبل أن يلفظه الآخرون.