عبارة تهنئة يتبادلها الناس في مثل هذه الايام في كل البلدان، ولكن سنردد ما قاله أبوالطيب المتنبي ، وهو في طريقه الى الشام ، بعد أن خذله كافور الأخشيدي : \"عيد بأيّ حال عدت يا عيد بما مضى ، أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم ... فياليت دونك بيدٌ ... دونها بيدُ\" وسنردد \" آمين \" بعد الخطيب ، حين يدعو الله أن \"يمحق \" المعتدين ، و\"يزلزل\" الأرض تحت أقدامهم ، و \"يزيل\" الغمَّة ... و\"يجمع كلمة الأمة\" ، و..,.. و... وفي العيد لم يعد ثمة داع لزيارة البيوت ل \"التهنئة\" بالعيد... فالكل يكتفي \"بالاتصال والرسالة\"... ثلاثة أيام... وينتهي العيد... وتختفي الذبائح، ويعود الفقراء الى فقرهم ، والبؤساء الى بؤسهم ، ويعود الباقي الى غناهم . فيوجد مثل يقول : \" الأبواب مغلقة والهموم مفرَّقة \".. ولربما الواحد منا قد ناله من هذا المثل نصيب.. فهنالك من أثقلته الهموم .. وهنالك من عينه لاترى النوم من أنين المرض.. وهنالك من أثقلته ديونه.. وهنالك من أثقلته وظائفه و امتحاناته و.. و .. ولعل أبكى ما يبكيني : إنسان تائه عن الحق .. منغمس في دنياه و أموالها و مشاغلها .. بعيداً عن دينه واهله وامته .. فعدت يا العيد ... و الموقع التي نشر تقريرا عن حقوق الإنسان ممنوعة من التداول .. وعدت يا عيد... والقلم المأجور يرتع و مكان القلم الحر و الجرئ، سجن الادراج .. وعدت يا عيد والمواطن يعيشون في ظل صندوق التسليف والبنوك والاقراض .. عدت يا عيد وأكثر خريجي الجامعات و بعد أكثر من 17 سنة من الدراسة و مصاريف الدراسة يجوبون الشوارع بلا وظائف ... وكما ودعنا رمضان ، بلا طعم أو لون أو رائحة ، استقبلنا أيضاً العيد بلا طعم أو لون أو رائحة ، إلا أننا استقبلناه مفترقين ، فالبعض من المسلمين أفطر يوم الثلاثون ، والبعض بعده وقد يكون أشخاص يتعيدون بعد غد . هذه الحالة من الشتات التي نعيشها حتى في أعيادنا ، تتكرر كل سنة ، حتى صار الأمر شيئاً عاديا ومن المسلمات ، بأن يكون للمسلمين بمختلف طوائفهم عيدُ على ثلاثة أيام ، وكأننا نعيش زمن استعمار يريد لنا الفرقة ويبعدنا عن التوحد . إنه العيد ، سينقسم في الأغلب على ثلاثة أيام ، وهناك احتمال ضئيل أن يكون محصوراً في يومين ، إلا أنه من الضروري أن لا يعيد المسلمون في يوم واحد ، ما يخجلني باستمرار رداءة هذا الوضع وسوءه ، لقد آن الأوان لإيجاد حل لمشكلة عدم الإتفاق ولو في المناسبات المشتركة بين المسلمين جميعاً ، فعلى الفقهاء أن يبحثوا لنا عن حل يشعرنا من جديد أننا أمة واحدة . فكل عام وأمطار المحبة تغسل القلوب للجميع .. محبكم ..عبد الله بن عبد الرحمن السليمان العايد