!! في موسم الحج الماضي سمعت الإمام يتحدّث عن ضرورة أداء فريضة الحج وعدم جواز تأخيرها دون حاجة، قلت لنفسي (ما بدّهاش، لازم تعتمر يا جلابص). رحت لمكاتب الحملات اللي ينظّمون رحلات الحج في شارع الخبيب، وسألتهم عن المبلغ وكان الحمد لله معقولاً،. دفعت المبلغ وتوكلت على الله خاصة بعدما وعدوني بباصات حديثة مكيفة وبخيام نظيفة قريبة من الجمرات. في اليوم المحدد ركبنا ومشينا على بركة الله، لكني تفاجأت أن ثلاثة أرباع الركاب من إخواننا غير العرب، يعني عمالة. كانوا وعدونا بباصات حديثة مكيّفة ولكن الباص تعطّل مرتين قبل الميقات ولا تكييف ولا هم يحزنون، والروائح حدّث ولا حرج .. لهذا اضطرّيت (أطق اللطمة) طول الطريق. قبل الميقات بقليل وقف بنا السائق عند محطة مهجورة، وكان فيها محلّ صغير مكتوب عليه لوحة: (بقالة مطعم الصيدلية) مع أن المحل كله متر بمتر. وطبعا لما سألنا السائق ليش وقف هنا؟. قال: أنت إيش يبغى؟ هازا كله هنا موجود صيدلية مطعم بقالة، كله هنا؟. لكن وش نقول أكيد السواق يأخذ عمولة من صاحب المحل. المهم مشّينا حالنا ومشينا. لما وصلنا الحرم لأخذ عمرتنا فرّقونا إلى مجموعات وجعلوني رئيس مجموعة من العمّال، قلت لهم روحوا للحرم أتوضأ وأجي. توضأت ولما وصلت المطاف شفت العمّال ربعي وهم يطوفون ويعرجون!!.. يطوفون ويعرجون!!، ، وش السالفة؟ لحقتهم أشوف الموضوع، وإذا المطوّف اللي قدّامهم (أعرج) ، وهم قلّدوه يحسبون هذا من شعائر الطواف. المهمّ نبّهتهم وخلّصنا الطواف، ويوم جينا نطلع من الحرم فقدنا واحد منهم، سألتهم وين فلان. قال واحد: هذا راح يجلس مع الحريم، قلت له: ليش؟، قال: لأنه جاء يحجّ عن أمه. قلت لهم: أفا. يالله بسرعة نروح نطلّعه لا يسوّي لنا مشكلة ويورّطنا. ولمّا رحنا لخيام السكن لقيناهم حاطينها بقلعة وادرين، وخيام صغيرة كأنها (مخافق) حمام إذا مدّيت رجلك طلعت على الخيمة الثانية. وأما الوجبات فهي خبز صامولي فطور وعشاء وملعقتين رز مع الغداء وبدون لحم!! تهاوشت مع المسؤول ورفعت صوتي عليه، وين كلامك قبل ما نمشي؟. قال لي بوقاحة: إذا مو عاجبك الوضع (ضف وجهك)!!. قلت له: ليش قالوا لك إن وجهي صحن بليلا منتثر عشان (أضفّه). لكنه ما ردّ علي. واضطرّيت أسكت عشان ما أنام بالشارع وأكمّل حجي على خير.. بعدما رجعنا حمدت الله على السلامة وقرّرت أني مرة ثانية إذا بغيت أحج أروح بسيارتي، وإلا بيتي (أبرك) لي إذا بقيت هذه المكاتب تعمل بهذا السوء دون رقيب أو حسيب!!. ويا ما نبي نسمع بعد كم يوم من المهازل المشابهة. بقلم: جلابص مطفوق السلقاطي [email protected]