وبينا هو بانتظار مجريات الشوط الثاني من أحداث تلك المباراة الدراماتيكية وكنت حينها منشغلا بقراءة تحليل دقيق لأسباب إنهيار الرأسمالية والسعادة تغمرني من \" الصك \" إلى \" الصك \" .. إستوقفني والدهشة تتملكه وعلامات الخجل تتمدد على صفحة وجهه الموسوم بكل ألوان الذهول وسبابة يده اليمنى مسددة باتجاه عدسة التلفاز التي تحملق حولها كل من تستهويهم مباريات الجارين اللدودين بينما سبابته الأخرى منشغلة بتسليك أنفه .. ليقول لي متسائلا بعد أن لمح أحدهم \" يمقّ \" إحداهن في لقطة إعلانية لأحد \" أفلام الرذيلة \" : كيف ستكون تفاصيل وجه نلك \" النتنة \" وهي تشاهد نفسها في وضع \" لاأخلاقي \" مع ذاك \" النتن \" ؟.. وما إذا كان \" تيسها \" إلى جانبها في تلك الأثناء كيف سيكون رد فعله هو الآخر؟.. هل سيوبخها ؟!.. قلت : نعم .. سيوبخها .. ويوبخها .. ويوبخها .. ليس لأنها أخطأت في حقه وحق دينها ونفسها وعائلتها .. ! بل لأنها لم تعش الدور كما ينبغي ..! سيوبخها لأنها لم تتقن عملها ..! سيقول لها : لوكنت أكثر حرارة وأقل خجلا لاستأثرت باهتمام وسائل الإعلام ..! ولاستقطبت العيون من كل حدب وصوب ..! ولأصبحت غلافا للمجلات ..! ومادة دسمة للمعجبين والمعجبات..! وسينهي توبيخه لها بأخذ وعد منها بمسح صورة البرود الذي عاشته في ذاك الدورلأنها \" فنانة \" تحمل رسالة سامية ومتى ماتقمصت دورا لابد أن تتقمصه بكل حالاته حتى وإن كان داخل الغرف الحمراء وإلا لن تكون نجمة يشارإليها ب\" البنان \" .. وأيّ \" بنان \" ..! حدثني أحدهم ذات فضيحةعن أحدهم وكيف إنه كا ن يستعرض بسيارته أمام باب مدرسته ظهيرة كل يوم وإلى جانبه \" شقيقته \" التي كان يوهم أقرانه أنها \" المزّه \" بتاعته..! وليت الأمر توقف عند ذاك الحدّ ..! بل إنه كان يستعرض صورتها المنسوخة في جواله أمام زملائه في الصف بدافع الوسامة وملاحقة الفتيات له ..! وعلى الطرف الآخر نرى رجلا إن كان بالفعل كذلك يتصل بإبنته \" المتحرش بها جنسيا \" عبر إحدى الفضائيات التي إستضافتها لتسويق بذاءتها ليضفي عليها مسحة من \" عفة \" مع شيئ من \" أخلاق \" ومثله من \" حياء \" بل ويلبسها \" رداء العذرية \" مع أن سبب التحرش بإبنته تلك كما هو باد على وجهها لايخرج عن ثقافة \" التعرّي \" لينهي إتصاله ذاك بأن أطلق عليها لقب \" ضمير الأمة \" .. \" ها ها ها \" ياأمة ضحكت من عُريها الأمم ..! كيف تصبح كذلك وهي المتخصصة في أمور العفن عفوا الفن ..؟ كيف تحاكم شابا أمام الملأ بتهمة التحرش بها وتبرئ نفسها وهي من تسبب في خيوط تلك القصة بعرض لحمها عليه ؟ .. فلا ذئاب بلا حملان .. لو كنت قاضي تلك المحكمة لحكمت عليها لالها .. فالبعرة تدل على البعير..! وماحدث لايعدو كونه \" فيلما ساقطا \" أرادت تلك المتعرية حبك خيوطه وأداء دوربطولته بطريقة إخراجية متقنة لعبت خلاله على وتر \" الأخلاق \".. وأي أخلاق ..! أعترف أنها نجحت في عرض أول \" أفلامها \" .. واستقطبت من خلاله ملايين العيون .. لكنها فشلت في إستقطاب الضمائر .. لأنها ببساطة بلا ضمير..! نعم .. هذا هو الحال الذي بات عليه من تستهويهم الأضواء على حساب العفة وما أكثرهم ..! باتت الضمائر مستترة .. إنفصلت عن فطرتنا التي فطرنا عليها .. وما ظهر منها لايمثلنا كأمة تنهى عن المنكر ..! في الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَالله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْه ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي .. وتقدمت امرأة إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الري سنة 286ه فادّعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار ( مهرها ) فأنكر الزوج .. فقال القاضي لوكيل الزوجة : شهودك ..؟ قال : أحضرتهم .. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته .. فقام الشاهد وقال للمرأة : قومي .. فقال الزوج : تفعلون ماذا..؟ قال الوكيل : ينظرون إلى امرأتك وهي سافرة الوجه لتصحّ عندهم معرفتها ( وذلك للحاجة ) قال الزوج : إني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدّعيه ولا تسفر عن وجهها..! فقالت المرأ ة : وإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة ..! فقال القاضي وقد أعجب ب\"غيرتهما \" : يُكتب هذا في مكارم الأخلاق ..! أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمالِ \" ها ها ها \" ياأمة ضحكت من عُريها الأمم ..! [email protected]