( خطورة الشبكة العنكبوتية !! ) كنت منذ فترة سوف أكتب عن النت ودهاليزه التي لا تنتهي بل وضحاياه الذين قد يصل عددهم إلى الآلاف من الجنسين , ولكني لم أجد الوقت المناسب للكتابة عنه , ولكني حرصت على ذلك لما برزعندي وأطّلعت على العديد من القصص التي تدمي القلب بل وتجعل الانسان يعيش في حزن دائم خصوصا إذا كانت تلك القصص معظمها لشباب عرب بل وخليجيين وتحديدا سعوديين . إن ما دعاني للحديث عن هذه الظاهرة هو ما تناقلته قبل فترة بعض وسائل الإعلام الأجنبية ونقلته عنها بعض صحفنا , حيث أن شابا سعوديا كان يدرس في دولة أجنبية وكان كثيرا ما يدخل الغرف المبهمة والمظلمة عبر الشات والبالتوك ويقضي أوقاتا طويلة فيها فتعرّف على فتاة أعجبته وأعجبها , وتبادلا الحب والغرام طويلا , وباح كل منهم للآخر عما في داخله من هموم وشجون أيا كانت , وبعد فترة طويلة وصلت إلى شهور, عرفت هذه الفتاة عنه الشيء الكثير الذي تريده وباح لها بكل أسراره ,فطلب مها موعدا للقاء فتلكأت في الأول , وبعد الحاح منه وافقت على ذلك , بل واتفقا , ثم قابلها في الموعد المحدد , وتقابلا , لكنه تفاجأ أنها محققة استخبارات قد كلفت بهذا الأمر وتؤدي عملها الرسمي من خلال النت . ومثله الفتاة التي كانت مع شاب فترة طويلة وقضى هو أياما بل شهورا , وأستنزفت جيوبه كلها من بطاقات شحن إلى بطاقات فيزا وماستر كارد و وفي النهاية قرر مقابلتها , وعندما قابلها وجدها شاب شاذ جنسيا فكانت صدمة استمر أثرها عليه فترة طويلة قد لا تنمحي أبدا . ومثله من كان على الماسنجر وتعرّف على فتاة , وتوطدت العلاقة بينهما , حتى بدأ كل منهما يشكوا همومه للآخر , ووجد كل منهما المتنفّس الذي يبحث عنه منذ زمن , وعندما حان موعد اللقاء بينمها تفاجأ أنها زوجته على سنة الله ورسوله , بل الطريف أنهما كانا في مكان واحد وكل منهم يعيش السعادة مع صاحبه عبر الماسنجر ولم يعلم أن من معه على الماسنجر هو من بجواره وفي منزل واحد وبينهما أمتار , لا لسبب الا لوجود الفراغ الروحي الذي الذي لم يستطع أحدهما إيصاله للآخر الا عبر الماسنجر , مما قلب حياتهما جحيما انتهى بالطلاق . وذلكم الشاب الذي عمل من نفسه أسدا هصورا داخل منزله ووضع الحواجز وبث الرعب بين شقيقاته في حياة أشبه ما تكون بالعسكرية , وفي النهاية يتفاجأ أن حبيبته على الماسنجر هي شقيقته التي تختلس اللحظات الحميمية دون علمه , بالرغم من وضعه لجميع الحواجز وبشتى أنواعها , لكنه لم تستطع أن يوقف هذا العبث , لأنه لم يستعمل أسلوب التربية الناجح , كما انه لم يرب نفسه هو على الخلق السليم . إنني أسوق تلك الأمثلة وكلي أمل بأن تكون أكثر وعيا من أجل التعامل مع الشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم قرية صغيرة تستطيع من خلالها التنقل من دولة إلى دولة في ثوان , كما علينا أن ننهل من كل أساليب التعامل مع هذا الواقع الذي غزا العالم أجمع , والخروج من بوتقة السذّج الذين لا يدركون عواقب الأمور , وفوق ذلك النهل من وسائل التربية السليمة التي تجعل الإنسان لا يعطي ثقته للآخر دائما , بل يكون حذرا متماسكا حتى يعلم أين ستؤدي به خطوته الأولى قبل أن يخطو الخطوة الثانية , وليعلم أن له أعداء كما أن له أصدقاء , بل يعلم أن وسائل التقنية الحديثة تستطيع أن تفعل ما لم يصدّقه العقل ولا المنطق , بل وتقلب الحقيقة خيالا والخيال حقيقة واضحة كوضوح الشمس , وأن لا يكون إمّعة لا يعي ما حوله , حمانا الله وإياكم من كل سوء ومكروه . أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]