تغذية البطون أولاً !!! نتميز بقدرتنا الفائقة على التنظير والتحليل وطرح الحلول لأي مشكلة أو معضلة يواجهها مجتمعنا , بل أننا أحيانا نوجد حلولا لمشاكل عالمية عجزت دول بأكملها عن التوصل لمخرج لها ولكن حين يصل الأمر للتطبيق ترى العجب العجاب. أؤمن بأن الوعي لدينا قد يصل إلى درجة مرتفعة جدا ولكن ماذا عن تطبيق هذا الوعي. ما فائدة الوعي إذا لم يتم نشره تحت أشعة الشمس بدل الإكتفاء بحبسه في جماجم مظلمة!!! بل إنه قد يصل الأمر إلى أن نتعمد مخالفة ما نقول وما نطالب به أمام الملأ حين نكون بمعزل عن الأعين الناقدة والفاحصة. ترانا ننتقد بشدة مخالفة أنظمة المرور وانتهاك حقوق الجار وعدم مراعة الأنظمة العامة من الإلتزام بالقوانين والإهتمام بالنظام وغيرها كثير, ثم ماتلبث أن تجده في قائمة أولئك المخالفين. لعلي هنا أذكر حادثة تؤكد كلامي سمعتها في مجلس ممن كنت أحسبه شخصا مثقفا وواعيا , حيث كنا نتحاورحول كيفية كبح الإنسان لغرائزه والطريقة المثلى لذلك , وتطرقنا لأهمية التطبيق وعدم الإكتفاء بالتنظير. وكان هو نفسه أكثر من تناول الموضوع بكل أشكاله وتصنيفاته. ولعلي أتفاجأ بعد ذلك بكون هذا الذي كنت أزعمه واعيا بأن يطلق العنان لغرائزه ويقطع مسافة خمسمائة كيلو متر من أجل أن يغذي (( بطنه )) من أحد المطاعم التي يتهافت عليها الناس. حينها أزلت من عقلي إستفهامات كانت تدور حول سبب تخلفنا عن اللحاق بالركب وتحقيق ميدالية ولو برونزية في مجالات العلم والمعرفة والتكنولوجيا بدل أن نكتفي بإستيرادها معلبة وجاهزة للإستهلاك. إذا كنا لا نطبق ما نقول فسنظل نترنح تحت وطئة التخلف والسير خلف الركب. أعتقد أن مسألة الوعي هنا قد إلتبست على أخينا بطل القصة السابقة فيمكن أنه قد خلط بين تغذية العقول وتغذية البطون !!!!! أو يمكن تراه قد توصل بعد تحليل ودراسة متأنية وواعية إلى أن تغذية البطون أهم من تغذية العقول فما فائدة تغذية العقل إذا كان البطن جائعا !!!! علي بن عبدالكريم السعوي [email protected]