أنهي برشلونه الأسباني موسمه بصورة مثالية وحقق ثلاثية تاريخية، إثر تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بفوزه علي مانشستر يونايتد الإنجليزي (20) مساء الأربعاء في المباراة النهائية للبطولة التي احتضنها استاد أولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما. سجل هدفي"البلوجرانا"، المهاجم الكاميروني صامويل ايتو في ق(10)، بعدما تسلم كرة بينية رائعة من أندريس أنيستا، إلي داخل منطقة الجزاء، ليمر من المدافع الصربي نيمانيا فيديتش ويضع الكراة ببراعة في شباك فان دير سار حارس الشياطين. وأضاف الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الثاني في ق (70)، بعدما ارتقي عاليًا لاستقبال كرة عرضية أرسلها تشابي ألونسو، واضعاً الكرة علي يسار فان دير سار. وبتتويجه اليوم، أصبح برشلونة أول فريق إسباني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا، وانفردت أسبانيا بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في هذه المسابقة بعد أن رفع برشلونه عدد الألقاب الأسبانية من هذه البطولة إلي 12 لقباً، ( 9مرات لريال مدريد، وثلاث لبرشلونه) مقابل، 11 لقبًا لكل من إيطاليا وإنجلترا. ونجح برشلونه في التتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، علمًا بأن هذه كانت المرة السادسة التي يخوض فيها "البلوجرانا" المباراة النهائية، بعد 1961 عندما خسر أمام بنفيكا 2-3، و عام 1986 حين خسر أمام ستيوا بوخارست الروماني بركلات الترجيح صفر-2 بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي، و عام 1992 عندما فاز على سمبدوريا الإيطالي 1- صفر بعد التمديد، وعام 1994 عندما خسر أمام ميلان الإيطالي صفر-4، وعام 2006 عندما توج باللقب على حساب أرسنال 2-1. وكسر برشلونه رقم مانشستر يونايتد القياسي الذي فاز في مبارياته الخمس والعشرين الأخيرة في المسابقة، وتحديداً منذ أن خسر في نصف النهائي عام 2007 أمام ميلان الإيطالي. وثأر برشلونه من الفريق الإنجليزي، لأن الفريق الكاتالوني خرج على يد "الشياطين الحمر" الموسم الماضي من الدور نصف النهائي بعد اكتفائه بالتعادل ذهاباً على أرضه صفر- صفر، ثم خسر إياباً في"أولد ترافورد" صفر-1 بهدف سجله بول سكولز. وأصبح مدرب برشلونه جوسيب جوارديولا الذي سجل موسمًا رائعًا علي مقاعد التدريب هو الأول له (38 عاماً و129 يوماً) أصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عامًا، وثالث أصغر مدرب في تاريخها، إذ يسبقه ميجيل مونوز الذي كان عمره 38 عاماً و121 يوماً، عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة عام 1960، في حين أن أصغر مدرب فاز باللقب على الإطلاق كان خوسيه فيالونجا بعمر 36 عاماً و185 يوماً عندما فاز ريال مدريد بنسخة 1956. كما أصبح جوارديولا سادس لاعب يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما أصبح ثالث لاعب يصل إلى هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الأسباني ميجيل مونوز ( فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957، وكمدرب 1960 و1966)، والإيطالي كارلو أنشيلوتي ( فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007). وفشل مانشستر في أن يكون أول نادٍ يتمكن من المحافظة على لقبه منذ انطلاق المسابقة تحت مسمى"دوري أبطال أوروبا" موسم 1992-1993، والأول منذ أن حقق ميلان هذا الإنجاز عامي 1989 و1990، علمًا بأن يوفنتوس هو آخر فريق أحرز اللقب، وحل وصيفاً في الموسم الذي تلاه عامي 1996 و1997. كما أن هذه هي المباراة النهائية الأولي التي يخسرها فريق "الشياطين الحمر"، حيث سبق وتوج باللقب ثلاث مرات في تاريخه أعوام 1968، عندما فاز باللقب على حساب بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد في ملعب ويمبلي، وعام 1999عندما تغلب على بايرن ميونيخ الألماني 2-1 في مباراة شهيرة أقيمت على ملعب "نوكامب" تخلف فيها صفر-1 حتى الدقيقة الأخيرة، و2008 بتغلبه على مواطنه تشيلسي بركلات الترجيح 6-5 بعد تعادلهما 1- 1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب "لوجنيكي" في موسكو. وفشل فيرجوسون في أن يصبح ثاني مدرب يتوج باللقب في ثلاث مناسبات بعد الراحل بوب بايسلي الذي قاد ليفربول إلى هذا الانجاز سابقاً، علماً بأن السير الاسكتلندي هو ثاني أكبر مدرب يتوج بلقب هذه المسابقة بعد البلجيكي رايموند جوثالز الذي قاد مرسيليا الفرنسي للقب على حساب ميلان عام 1993 وهو يبلغ 71 عاماً و232 يوماً. جاءت المباراة متوسطة المستوي، ساعد الهدف المبكر للبارسا في التحكم في المباراة، ونجح في فرض أسلوبه وخرج بها إلي التتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه. جاء الشوط الأول متوسط المستوي، بدأه العملاق الإنجليزي بقوة، باحثًا عن هدف التبكير، وكان البرتغالي كريستيانو رونالد، نجم الشباك، وسدد عدة كرات قوية في مناسبات عدة خلال العشر دقائق الأولي. في المقابل، بدا العملاق الأسباني هادئاً، مرتداً في نصف ملعبه، حتي فاجأ الجميع ومن أول تهديد لمرمي فان دير سار، وسجل ضربة البداية عبر صامويل ايتو. وحاول مانشستر الرجوع للمباراة مرة أخري، وحاول في عديد المناسبات عبر لاعبه رونالدو، والتي جاءت في مجملها تسديدات إلي جوار القائم. في المقابل، أعطي الهدف ثقة للبلواجرانا، وبدا ذلك واضحاً في تناقل لاعبيه للكرة في وسط الملعب، مع الاعتماد علي انطلاقات ميسي الذي سدد تسديدة رائعة في ق (19) علت العارضة بقليل. واستمر الأداء منحصراُ في وسط الميدان، ليندر تهديد مرمي الفريقين، وينتهي الشوط الأول، ويؤجل الفريقان حسم اللقاء إلي الشوط الثاني. وفي الشوط الثاني، وعلي عكس الشوط الأول بدأه البلوجرانا بقوة، وكاد الفرنسي تييري هنري في إضافة الهدف الثاني في د(49) بعدما اخترق بكرة من الناحية اليسري إلي منطقة الجزاء ومر من جون أوشي، ولكنه وضعها في جسد الحارس. وواصل البارسا سيطرته علي أحداث اللقاء، وسدد لاعبوه عدة تسديدات قوية أخطأت المرمي، وأضاع المدافع كارلوس بويول الذي لعب في مركز الظهير الأيمن اليوم، فرصة إحراز هدف ثالث في ق(84) عندما انفرد بالمرمي ولكنه ركلها في جسد فان دير سار. في المقابل، لم يتطور أداء المان يونايتد برغم التغييرات الهجومية لمدربه أليكس فيرجسون بإشراكه لكل من كارلوس تيفيز، وبرباتوف، وبدا التوتر علي لاعبيه.