"هدف استثنائي" في قاموس الألقاب والإنجازات والأرقام القياسية، يبحث عنه كل من مانشستر يونايتد وبرشلونة، ويتصديان له غداً الأربعاء على ستاد روما الأولمبي متوجين بلقب الدوري الإنكليزي والإسباني على التوالي، عقب مسيرة حافلة هذا الموسم. ولعل هذا المعيار تحديداً، يغلّف الطابع المثالي الذي ينشده كل منهما لإختتام موسمه. فقد حصد مانشستر كأس العالم للأندية ثم كأس رابطة الأندية المحلية المحترفة وأخيراً الدوري المحلي "برميير ليغ"، فيما يطمح "برسا" ليصبح أول فريق إسباني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا. علماً أن مانشستر حامل اللقب أبقى الرياح الإنكليزية "تعصف" في النهائي للعام الخامس على التوالي. رجلان وستكون موقعة "أولمبيكو" مواجهة بين الخبرة والشباب, العنصر الأول متمثل بمدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرغوسون, والثاني بمدرب الفريق الكاتالوني جوسيب غوارديولا الذي يسعى الى أن يسدل الستار على موسم أول رائع له على مقاعد التدريب, ليظفر باللقب للمرة الثانية بعد أن تذوّق طعم التتويج بلقب المسابقة الأوروبية الأم عام 1992عندما كان لاعباً في صفوف الفريق. والمفارقة, أن فيرغوسون (67 سنة) خاض موسمه الأوروبي الأول كمدرب موسم 1978-1979 مع مواطنه أبردين, أي عندما كان غوارديولا (38 سنة حالياً) في السابعة من عمره فقط. ويقف الرجلان في روما أمام تسجيل إنجاز تاريخي, ففيرغوسون سيصبح ثاني مدرب يتوّج باللقب في ثلاث مناسبات بعد الراحل بوب بايسلي الذي قاد ليفربول الى هذا الإنجاز سابقاً, علماً بأن "السير الأسكتلندي" هو ثاني أكبر مدرّب يُتوج بلقب هذه المسابقة بعد البلجيكي رايموند غوثالز الذي قاد مرسيليا الفرنسي للقب على حساب ميلان عام 1993 وهو يبلغ 71 سنة و232 يوماً. وفي حال خرج برشلونة فائزاً, سيصبح غوارديولا (38 سنة و129 يوماً) أصغر مدرّب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاماً, وثالث أصغر مدرب في تاريخها, اذ يسبقه ميغيل مونوز الذي كان عمره 38 سنة و121 يوماً عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة عام 1960, في حين أن اصغر مدرب فاز باللقب على الإطلاق كان خوسيه فيالونغا بعمر 36 سنة و185 يوماً عندما فاز ريال مدريد بنسخة 1956. وسيصبح غوارديولا سادس لاعب يفوز باللقب كلاعب وكمدرب, كما سيصبح ثالث لاعب يصل الى هذا الإنجاز مع الفريق ذاته بعد مواطنه ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966), والايطالي كارلو انشيلوتي )فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007). ويؤكد فيرغوسون أنه من الصعب جداً التراخي في مثل هذه المناسبات، وإعتبر أن المباراة تملك كل مقومات النهائي الرائع. وزاد: "عندما ترى اللاعبين الذين تضمهم صفوف برشلونة ومانشستر يونايتد فان المواجهة تستحق أن تكون نهائياً جيداً وأتمنى أن تكون في مستوى التطلعات"، لافتاً الى أن "المباريات النهائية الأوروبية يمكن أن تكون مخيبة. اذا ألقينا نظرة على نتائج المباريات النهائية الأخيرة فإنها قد تكون كذلك - التعادل وركلات الترجيح - لكن لدي إحساس بأن مباراة الأربعاء ستكون نهاية رائعة"، خصوصاً أن "طرفيها يملكان تاريخاً كبيراً في كرة القدم، ولا يسعنا الا أن نكون سعداء بذلك". ويشدد غوادريولا على أن "برسا" سيواجه "مؤسسة هي أفضل فريق في العالم. واذا لم نذهب الى روما للفوز فلا يجب أن نكون هناك. سنسعى للسيطرة على الكرة قبل الانطلاق نحو الهجوم, وبعدها سنرى ماذا سيحصل". ووصف نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي موقعة النهائي بأنها "اهم مباراة في حياتي", آملاً أن تكون المباراة مفتوحة من أجل إرضاء الجماهير. الرابعة... والسادسة يخوض مانشستر لقاء القمة للمرة الرابعة في تاريخه بعد 1968 عندما فاز باللقب على حساب بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد في ملعب ويمبلي, و1999 عندما تغلب على بايرن ميونيخ الالماني 2-1 في مباراة شهيرة أقيمت على ملعب "نوكامب" (معقل برشلونة) تخلف فيها بهدف حتى الدقيقة الأخيرة, و2008 بتغلبه على مواطنه تشلسي بركلات الترجيح 6-5 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب "لوجنيكي" (ستاد لينين سابقاً) في موسكو. ويخوض برشلونة النهائي للمرة السادسة في تاريخه بعد 1961 عندما خسر أمام بنفيكا 2-3, و1986 حين خسر أمام شتيوا بوخارست الروماني بركلات الترجيح صفر-2 بعد تعادلهما سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي, و1992 عندما فاز على سمبدوريا الإيطالي بهدف بعد التمديد, و1994 عندما خسر أمام ميلان الإيطالي بأربعة أهداف, و2006 عندما توج باللقب على حساب آرسنال 2-1. وسيحاول مانشستر أن يكون أول ناد يتمكن من المحافظة على لقبه منذ انطلاق المسابقة تحت مسمى "دوري أبطال أوروبا" موسم 1992-1993, والأول منذ أن حقق ميلان هذا الإنجاز عامي 1989 و1990, علما بان يوفنتوس هو آخر فريق أحرز اللقب وحلّ وصيفاً في الموسم الذي تلاه عامي 1996 و1997. ولم يخسر مانشستر يونايتد في مبارياته ال25 الأخيرة في المسابقة (رقم قياسي)، وتحديداً منذ نصف النهائي عام 2007 أمام ميلان. وسيكون "نهائي الأربعاء" الثاني بين مانشستر يونايتد وبرشلونة قارياً بعد أن تواجها في نهائي كأس الكؤوس عام 1991 في روتردام عندما خرج فريق "الشياطين الحمر" فائزاً 2-1 ليحصل فيرغوسون حينها على لقبه الأوروبي الأول مع الفريق بفضل لاعب برشلونة السابق الويلزي مارك هيوز ،الذي سجل هدفي الفريق الإنكليزي في الشوط الثاني. وكانت تلك المرة الثانية التي يرفع فيرغوسون كأسا أوروبية على حساب الفرق الإسبانية بعد أن توج بطلا لكأس الكؤوس مع أبردين عام 1983 على حساب ريال مدريد (2-1). كما أن المباراة المرتقبة هي المواجهة السادسة بين الطرفين قارياً, والثلاث الأخيرة كانت في مسابقة دوري الأبطال موسم 1994-1995 عندما التقيا في دور المجموعات فتعادلا ذهاباً (2-2) في مانشستر وفاز برشلونة إياباً 4- صفر في مباراة شارك فيها غوارديولا كلاعب, ليودّع بعدها الفريق الإنكليزي الدور الأول, قبل أن يلقى الفريق الكاتالوني المصير ذاته موسم 1998-1999 عندما تعادلا في دور المجموعات ذهاباً وإياباً بالنتيجة ذاتها 3-3, فيما واصل "الشياطين الحمر" رحلته نحو الفوز باللقب ليظفر بالثلاثية بعد أن كان توج بلقبي الدوري والكأس المحلية, ليصبح أول فريق من البطولات الأوروبية الخمس الكبرى يحقق هذا الإنجاز. أما المواجهة الأخيرة فهي ستكون خلف الدافع الثأري لبرشلونة, لأن الفريق الكاتالوني خرج على يد منافسه الموسم الماضي من الدور نصف النهائي بعد اكتفائه بالتعادل ذهاباً على أرضه سلباً ثم خسر إياباً في "أولدترافورد" بهدف سجله بول سكولز. عموماً، في مجمل المباريات التي جمعت الطرفين, فاز برشلونة في مناسبتين ومانشستر في ثلاث، وتعادلا أربع مرات. إنفراد ستنفرد إنكلترا أو إسبانيا بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في هذه المسابقة بعد أن رفع مانشستر الموسم الماضي رصيد بلاده الى 11 لقباً، لتتعادل في المركز الأول مع إيطاليا وإسبانيا, علماً أن الفرق الإيطالية خسرت في النهائي في 14 مناسبة, في مقابل 9 للإسبان و5 للإنكليز، بعد إضافة تشلسي الى لائحة الفرق الوصيفة في موسم 2008. حضور ملكي سيحضر الملك الإسباني خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو النهائي. وسيجتمع الملك خوان كارلوس بالرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو قبل المباراة كما اعلن الديوان الملكي الاسباني. يذكر ان وجود الملك وثاباتيرو يعتبر فأل خير لبرشلونة الذي توج بطلاً لدوري أبطال أوروبا عام 2006 في باريس أمام ناظريهما.