فجرت محاولة الجيش السوداني فض الاعتصام أمس (الاثنين) استياء وغضباً عارماً في أوساط المحتجين الذين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام. وقالت مصادر موثوقة وشهود عيان، إن محتجين تحركوا لصد المحاولة أمام وزارة الدفاع، وإن قادة الحراك شكلوا دروعاً بشرية لمنع قوة كبيرة من الجيش من فض الاعتصام. وحذرت في بيان لتجمع المهنيين أمس، من محاولات فض الاعتصام المتواصل منذ 10 أيام، ودعا أنصاره إلى التوجه «فوراً إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم». ووصف محاولات فض الاعتصام «دون تحقيق المطالب بأنها مؤشر على عدم التزام المجلس العسكري بما عاهد عليه الجماهير. وبينما لم يحدد التجمع الجهة التي تحاول فض الاعتصام. وأكد شهود عيان أن قوة كبيرة من الجيش بقيادة نائب المجلس العسكري محمد حمدان دقلو حاولت فض الاعتصام ونشرت العديد من الآليات العسكرية وشرعت في إزالة المتاريس، إلا أن المحتجين تصدوا لها. وشدد التجمع على أن الاعتصام سيستمر حتى تحقيق مطالب الحراك التي عبر عنها بيان قوى الثورة والتغيير، الداعية إلى تكوين هياكل السلطة. وقال شاهد من مكان الاعتصام: المتظاهرون يهتفون «الجيش جيشنا». ولفت شهود آخرون إلى أن الجيش رفع لافتة على أحد جدران مقره تواجه المحتجين، كتب عليها «أخي المواطن، أختي المواطنة، لا تقترب أكثر لقد كنتم ضيوفنا وتحت حمايتنا لكن قانون الطوارئ يحكم الجميع». وأفادت المصادر بأن حشوداً استجابت لدعوة تجمع المهنيين وتوافدات بأعداد كبيرة على مكان الاعتصام رغم ارتفاع درجة الحرارة. وكانت قوات من الجيش تجمعت عند ثلاثة جوانب للاعتصام واستعدت جرارات لإبعاد حواجز من الحجارة والمعادن، لكن المحتجين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم. وردد المحتجون، الذين يبلغ عددهم نحو 5 آلاف، شعارات «حرية، حرية» و«ثورة، ثورة»، وناشدوا الجيش أن يحميهم. وقرع بعضهم الطبول ولوحوا بأعلام البلاد مع نزولهم الشوارع، بينما احتمى آخرون من الشمس تحت المظلات والخيام.