رغم المعاناة التي يلاقيها المسلمون في بورما حى يصلوا إلى بنجلاديش هربا من المجازر, إلا أن السلطات في بنجلاديش منعت ثلاث جمعيات خيرية دولية من تقديم المعونات لهم. وبررت السلطات قرارها بأن "المساعدات تشجع مزيدا من مسلمي الروهينجا على الفرار إلى بنجلاديش",على حد قولها. وأكد جينول باري، نائب مفوض منطقة كوكس بازار البنجالية أنه صدرت أوامر بمنع منظمات "الإغاثة الإسلامية البريطانية" و"العمل ضد الجوع" و"أطباء بلاحدود" الفرنسيتين من العمل في منطقة كوكس بازار. وتقدم هذه المنظمات المأوى المؤقت مثل الخيام والطعام والخدمات الطبية لمسلمي الروهينجا الفارين من "الاضطهاد" في بورما. ويعيش هؤلاء خارج مخيمات اللجوء الرسمية في بنجلاديش. من جهته, قال مسؤول في المنظمة الخيرية البريطانية إن المنظمة أوقفت مشروع الروهينجا في كوكس بازار بعد صدور أمر السلطات. ووفقا للتقديرات، فإن هناك 30 ألف مسلم روهينجي يعيشون في مخيمات لجوء مسجلة في بنغلاديش فضلا عن عدد آخر من اللاجئين غير المسجلين الذين يعيشون خارج المخيمات في أنحاء كوكس بازار. في نفس الوقت, حذر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا من تصاعد الاضطهاد والقمع والتهجير بحق مسلمي بورما، الذين يتعرضون إلى انتهاكات ترقى إلى التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. وقال الاتحاد الذي يضم أكثر من 400 هيئة ومنظمة وجمعية إسلامية في أوروبا، في بيان له في بروكسل ، إن التقارير التي توالت خلال الشهرين الماضيين عن موجة من الاستهداف الجماعي الجائر لهذه الأقلية المضطهدة شملت القتل والاعتقال والاغتصاب، وحرق المنازل والمنشآت والمساجد، والحرمان من ممارسة الشعائر الدينية حتى في شهر رمضان، علاوة على التهجير من البلاد. وأوضح البيان، أن مسلمي الروهينجا، يعانون من الحرمان التام من حقوقهم في المواطنة، ومن أبسط الحقوق المدنية والحريات الأساسية، بينما تتبنى الدولة أيديولوجية متعصبة ضدهم تنادي بطردهم جماعيا وتهجيرهم عن البلاد، وهو ما تتولى أجهزة الأمن ترجمته على الأرض في انتهاكات جسيمة.