طلبت ميانمار من الأممالمتحدة إيواء نحو 800 ألف من أقلية الروهينجا المسلمة غير المعترف بها، في مخيمات للاجئين، أو طردهم خارج البلاد كحل وحيد لإنهاء الأزمة#. واعتبر الرئيس الميانماري ثين سين، أن الحل الوحيد لمئات الآلاف من أفراد هذه العرقية المسلمة يقضي بتجميعهم في مخيمات للاجئين أو طردهم من البلد حسب قوله. ونقل الموقع الإلكتروني للرئاسة بميانمار عن الرئيس سين قوله -خلال لقائه مع مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس- أنه "ليس ممكنا قبول الروهينجا الذين دخلوا بطريقة غير قانونية وهم ليسوا من إثنيتنا"، معتبرا أن "الحل الوحيد في هذا المجال هو إرسال الروهينجا إلى المفوضية العليا للاجئين لوضعهم في معسكرات تحت مسؤوليتها". وأضاف "سنبعث بهم إلى أي بلد آخر يقبلهم. وهذا ما نعتقد أنه الحل للمشكلة". ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس سين -الجنرال السابق الذي يوصف بأنه ذو عقلية إصلاحية وتولى المنصب في مارس من العام الماضي- يدرس السماح للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين بتأسيس مخيمات لاجئين في ميانمار، علما بأنه لم يسمح به من قبل. ويزور غوتيريس ميانمار لمناقشة القتال في ولاية كاتشين الواقعة شمال البلاد الذي شرد زهاء 70 ألف مدني منذ العام الماضي، إضافة إلى الاشتباكات الطائفية ضد الأقلية المسلمة في ولاية راخين (أراكان سابقا) بغرب البلاد حيث يعيش أغلب أفراد عرقية الروهينجا المسلمة. ويعيش مئات الآلاف من أقلية الروهينجا المسلمة -الذين تعتبرهم الأممالمتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم- في شمال ولاية راخين، الذين تعتبرهم السلطات مهاجرين بنغاليين غير شرعيين ويمارسون ضدهم أشد أنواع القمع. وفرضت الحكومات المتعاقبة ضرائب باهظة على المسلمين، ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي، ومارست ضدهم أشكالا مختلفة من التهجير الجماعي والتطهير العرقي. كما لا تسمح حكومة ميانمار لهم بالحصول على الجنسية، وتعتبر المسلمين من ذوي الأصول البنغالية مهاجرين غير قانونيين من بنغلاديش المجاورة، وإن عاشوا في ميانمار على مدار أجيال. ويعيش نحو 30 ألف روهينجي في مخيمين تابعين لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ببنغلاديش، ويعيش زهاء 200 ألف آخرين خارج المخيمين. وقالت مفوضة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إن إعادة توطين مئات الآلاف من الروهينجا في دولة ثالثة ليس خيارا. ويتحول اضطهاد عرقية الروهينجا بشكل دوري إلى اشتباكات مع السكان البوذيين، وجاء في تقرير أخير للمفوضية العليا للاجئين أن الروهينجا يتعرضون في ميانمار لكل أنواع "الاضطهاد"، ومنها "العمل القسري والابتزاز وفرض القيود على حرية التحرك، وانعدام الحق في الإقامة وقواعد الزواج الجائرة ومصادرة الأراضي"، ودفع هذا الوضع عددا منهم إلى الفرار، لكن هؤلاء غير مرحب بهم عموما في البلدان التي يحاولون اللجوء إليها. يشار إلى أن أعداد المسلمين في ميانمار تتراوح ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة يعيش 70% منهم في إقليم راخين. وذلك من ستين مليون نسمة هم إجمالي تعداد السكان بالبلاد.