لماذا لا تخشع قلوبنا في الصلاة ؟ لماذا لانحب الصلاة ؟ لماذا نقوم إلى الصلاة متكاسلين ؟ لماذا نراها عبئاً علينا ؟ مما لاشك فيه أن الشيطان يهاجم المصلي بكل مايستطيع، فيفتح له من أبواب الوساوس والهواجيس ما لا يخطر له على بال، ويحاول إبعاده عن أي عمل يقربه إلى ربه ، فتجد الشيطان يوقع به يميناً وشمالاً ويفتح له كل باب. فالإنسان ما وقف بين يدي الله إلا طاعة لله عز وجل وامتثالاً لأمره فما بالك يُضيع ذلك بكثرة الحركة والغفلة في الصلاة ، ألم يعلم أن الخشوع هو روح الصلاة ومادة حياتها.. وهو ثمرة الإيمان وطمأنينة النفس . وأنه ربما ينصرف ولم يكتب له من صلاته إلا الشيء اليسير . قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل لينصرف ، وما كتب له إلا عُشر صلاته ، تُسعها ، ثُمنها، سُبعها ، سُدسها ، خُمسها ، ربُعها ، ثُلثها ، نُصفها )) [رواه أبو داود والنسائي] ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب ، وافتراش السبع ، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير [رواه أحمد وأبو داود وغيرهم] وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته. قالوا يا رسول الله :وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها )) فكيف نربي إنفسنا على الخشوع ؟ ينبغي أن ندعو الله عزوجل أن يرزقنا الخشوع ، وأن نحضر قلوبنا قبل الدخول في الصلاة ، الإستشعار بعظمة من سوف نقف أمامه ، التهيئة قبل الدخول في الصلاة ف ((لا صلاة بحضرة طعام و لا وهو يدافعه الأخبثين )) [رواه مسلم] الإكثار من الطاعات ، الإبتعاد عن المعاصي ، التفكر في معاني الآيات والأذكار التي تقرأها وترددها ، مجاهدة النفس وحصر الذهن والتركيز عند القراءة ، عدم التعجل في أداء الصلاة ، التأدب في الصلاة بعدم الحركة والإلتفات أو العبث المنهي عنه ، الإلتزام بأحكام الصلاة وآدابها، أن نصلي صلاة مودع ، فكل من نعرفهم رحلوا بعد صلاة مكتوبة ، ونحن لابد أن نكون مثلهم . نسأل الله أن يعيد إلينا هذه العبادة المفقودة وأن يجعلنا وجميع المسلمين من الخاشعين اللهم أنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يستجاب له ، اللهم تجاوز عن سيئاتنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.