وقفت والدة لمى الروقي على ذلك الجب الذي سقطت فيه فلذة كبدها وهي في حال وجل وذهول ، زفراتها تسابق نظراتها،متوترة ترقب البئر بحرقه ولوعة متناهيه،انهارت من البكاء الذي يكاد أن يسمل عينيها ويدمي وجنتيها. لم تستطع الصبر وتحمل رهبة الموقف فوطأة الغياب قاسية ومرارة الفراق صعبة ودروب الهلاك مرعبة ومفزعة وحقيقة الرحيل الأبدي يتراءى أمام ناظريها كل يوم وشهقة الموت تعاني من تبعاتها وإرهاصاتها كل ساعه، ووالدها في العراء لا يحس بالبرد القارص من شدة حرارة الفاجعه وينظر الى تضاريس المجهول ورحلة الغياب في تيه وطريق اللاعودة على شفا حفرة لا تغيب عن باله وغول مشانقها التي نصبت على أرض التنزه ..!! أصابت القشعريره كل السعوديين وأعينهم تفيض من الدمع وموغلة في بحور الحزن وفرائصهم ترتجف من الخوف حيث أصبحت تلك الطفله البرئيه بنت لهم والتساؤل في داخل ذواتهم : هل ستعود صغيرتنا الينا أم ستخطفها سهام المنايا وسيحول الردى بيننا وبين من أحببناها، سحابة من الكآبة تغطي مساحات تفكيرهم،وشبح الأعلام المزيف أدمى قلوبهم وأنهك حالهم ، وبعض التصريحات التي أعادت لهم مواويل البكاء وموشحات النحيب والعويل خلال اسبوعين كاملين من تباريح الألم والعذاب وما تصريحاتهم إلا عبارة باكية ترسم معاني الأسى والقنوط ،ولا ننكر الجهود التي بذلت من قبل الجهات المعنيه ولكن لم نستفد من آخر التقنيات الحديثه..!! أخيراً في لحظة قابضة خانقة،نقول وداعاً يا ( لمى ) وداعاً يا من غبتِ في غياهب الجب في وادي الأسمر الذي تنازل عن أسمه عنوة ليكون بإسمكِ وشاهد غيابك في تلك البئر ياصغيرتي دميتكِ التي لم تؤنسكِ في رحلتكِ العميقه. لكِ يا ( لمى ) طوابير الدعاء الصاعد الى السماء يا أبنة المملكة العربية السعودية. زبن بن ثامر