كان من الأهداف الأساسية من إنشاء الجامعات وتحديد جامعة الملك سعود في الخمسينات الميلادية والسبعينيات الهجرية إيجاد موظفين مؤهلين لوزارات الدولة الناشئة في ذلك الزمن ، ومن تلك الفترة وحتى الآن تغيرت أهداف الجامعات من الحاجة إلى موظفين إلى تطوير المجتمع واقتصاد المعرفة... كانت الجامعات الأم في: الرياضوجدة والظهران ومكة المكرمة ، أو ما يعرف بالجامعات السبع تقوم على مركزية الجامعة وفروعها القريبة من الإدارة أي جامعة كبرى يصل تعداد طلابها والمنسوبين إلى (100) ألف طالب وموظف. ثم تمت (محورة) مفهوم مركزية الجامعة إلى إنشاء مدينة جامعية للطلاب والطالبات في مقر واحد كما هو الآن في جامعتي الملك سعود والإمام. والآن تغيرت أهداف الجامعات وفلسفاتها ومفهوم جغرافية المكان ، كذلك تغير مفهوم الجامعات الأم أو المقرات الكبرى إلى مفهوم الجامعات الصغيرة وأكبر مثال على ذلك جامعات المحافظات التي أنشئت مؤخرا تمثلها جامعتا شقراء والأمير سلمان في الخرج ، جاءت نتيجة تجمع أو ائتلاف أو دمج كليات: جامعة الملك سعود وجامعة الإمام وجامعة نورة ، وكليات وزارة الصحة. لتكون جامعة واحدة: شقراء ، والمجمعة ، والأمير سلمان والدمام. هذه رؤية واسعة من وزارة التعليم العالي لنشر التعليم الجامعي في المحافظات وإعطاء أبناء المحافظات والمراكز فرصا في التعليم النوعي والتخصصات الاستراتيجية ، مثل الطب والهندسة والقانون ، لكن يمكن تطوير فكرة جامعات المحافظات والتي تقوم على مفهوم النواحي بحيث تغطي جامعة شقراء نواحي غرب وشمال غرب منطقة الرياض ، وتغطي جامعة المجمعة شمال شرق منطقة الرياض ، وتغطي جامعة الأمير سلمان جنوب منطقة الرياض -تطوير الفكرة- إلى التخطيط والمبادرة في تحويل مجمعات الكليات الحالية إلى جامعات مستقلة صغيرة بتعداد (5.000) طالب وطالبة فقط لتصبح للمحافظات الكبيرة والتي يتجاوز تعداد سكانها (100) ألف نسمة جامعة مستقلة ، لأن في تلك المحافظات بنية تحتية لمجمعات كلية مكتملة من حيث عدد الطلاب والهيئة التدريسية والمباني مثل المدن: الرس ، الدوادمي ، عنيزة ، وادي الدواسر ، الأفلاج ، القويعية ، الحوطة ، حريملاء وثادق ، الزلفي، القنفذة ، وهناك مدن أخرى اكتملت من حيث خدمات: البلدية والصحة والتعليم العام والخدمات العامة الأخرى ولم يتبق سوى الجامعات. أما: لماذا ؟ فلأسباب كثيرة من أبرزها: نشر التخصصات الإستراتيجية المهنية التي يطلبها سوق العمل ، وتطوير المحافظات لتتساوى بالحقوق والتنمية ، بدلا من تحويلها إلى محافظات طاردة ، وكذلك لأسباب بدأت تتكشف حاليا هي حوادث الطرق لطالبات الجامعات والمعلمات. إذن للجامعات دوراً كبيراً في استقرار وتوطين السكان والوظائف