رؤى صبري منذ أن خلقنا في الحياة الدنيا ونحن نعرف أننا بشر خطاءون نكرر الأخطاء مرارا وتكرارا وقليلون فقط من ذوي البصر والبصيرة هم من يستفيدون من تجاربهم غير الناجحة ويتعلمون أن لا يفعلوا ما قد يندم عليه وكما وجد هؤلاء وجد الآخرون الذين أبت الحكمة أن ترشدهم إلى طريق الصواب في المعاملات بأشكالها وصورها. ففي الحياة اليومية نجد كثير من الأناس يخطئون ويأتون للاعتذار ويعودون في اليوم التالي ليكرروا نفس الخطأ ويعودون للاعتذار حينها فقط أتسأل ما فائدة الاعتذار حين تكون النية لإعادة ارتكاب الخطأ موجودة فمع أشخاص كهؤلاء يفقد الاعتذار قيمته ويصبح عملة أكل عليها الزمن وشرب لأن الغرض الأساسي من الأسف والاعتذار هو محو ما صدر عن الشخص من أفعال أزعجت الآخرين ومن المفترض أن يكون الاعتذار الوسيلة لفتح صفحة جديدة لا ترتكب فيها نفس الأفعال على الأقل ,لكن أن يصبح الاعتذار وسيلة لسد ذريعة اللوم من قبل الآخرين فهذا شئ غير مقبول البتة. وحتى حين نأتي للدين نجد أن واحدة من شروط التوبة (والتى تعتبر بمثابة اعتذار عن الذنوب للخالق) هو عدم العودة للذنب ذاته مرة أخرى لأننا كبشر ميزنا الله بالعقل حتى نحكم هوى أنفسنا حيت تحيد عن طريق الصواب وبالطبع ليس من المعقول أن نعود لنصحح من جرحنا به الآخرين من قول أو فعل بكلمة لا يقصد حتى مرادها ففي حال كتلك يصبح الاعتذار بحاجة لاعتذار آخر يلحقه لأنه لا يكون في هذه الحال اعتذار بل أنه قول بلا فعل ومن الواجب أن يعبر القول عن الفعل. الاعتذار قول جميل يحمل في جنابته معاني سامية من الندم والرغبة في الصفح مصحوبة بالنية الصادقة في الرغبة في التغير والمضي قدما نحو سلوك أفضل لكنه يتحول إلى كلمة مقززة بلا معنى حين يساء استخدامه وحين يستخدم كوسيلة لاتقاء شر الأخر بينما هو في الأساس وسيلة للعودة خطوة للوراء وقليلا ما تتاح لنا فرصة للتراجع عن ما سببناه من أذية للآخرين. كاتبة سعودية