جرد الكاتب الدكتور سعيد السريحي الأدباء من الصحافة في الوقت الحالي بعد أن صنعوها في بداياتها, في حين أكد الإعلامي محمد القصير أن الصحافة الورقية ستنتهي قريباً، بعد أن اعتمدت بشكل كبير على الإعلانات. جاء ذلك خلال اللقاء الثقافي الإعلامي الأول، الذي نظمته اللجنة الثقافية في أملج التابعة للنادي الأدبي بتبوك، واستضافت فيه الكاتب الدكتور سعيد السريحي، والإعلامي محمد القصير رئيس تحرير جوال وصحيفة المناطق، وأدار اللقاء أمين اللجنة محمد السناني، بحضور محافظ أملج محمد الرقيب، ووكيل المحافظة زياد البازعي، ومشرف بيت الفنانين التشكيليين بجدة سابقاً صالح بوقري، وعدد من مثقفي وإعلامي منطقة تبوك وخارجها.
وفي البداية عرف "السريحي" الثقافة بالمفهوم الضيق وارتباط المثقف بالأدب والفنون السبعة، وعلى المفهوم الأوسع عرفها بالارتباط بكل جهد إنساني يحقق للإنسان وجود أكثر قوة وتماسكاً.
وتحدث "السريحي" عن الإعلام والثقافة وعلاقة كل منهما بالآخر، حيث أن الصحف الورقية نشأت من المثقفين والأدباء, إلا أن الصحافة في الوقت الحالي ابتعدت عن الأدباء خطوات، بعد أن اعتمدت على الخبر واهتمت بما يريده المواطن وما وراء الخبر، وأصبح الأدباء على هامش الإعلام.
وعرج "السريحي" على تاريخ وبدايات الكثير من الصحف والمجلات بالمملكة, مثل صوت الحجاز والقبلة وعكاظ ومجلة المنهل ومجلة العرب وأسماء مؤسسيها، مبيناً أننا اليوم عندما نتحدث عن الثقافة في صحفنا فإننا نتحدث عن الأدب والشعر فقط, بينما الثقافة ليست محصورة في ذلك.
وقال الكاتب الدكتور سعيد السريحي : "أملج" لم تنصف إعلامياً وتكاد تكون مجهولة خاصة حين نسمع أن حولها العديد من الجزر, فلو كانت خارج المملكة لأصبحت طوقاً تهوي إليها القلوب.
وتحدث "السريحي" أن تسلسل الإعلام بالصحف الالكترونية تطور بالوسائط الحديثة وبالخبر لحظة وقوعه بالصوت والصورة والحركة, فسحبت البساط من الإعلام التقليدي فلم يعد لها دور في الخبر إلا أنها استعادت جزء من دورها كصحافة رأي وركزت في البحث على ما وراء الخبر من تفاصيل غائبة.
الإعلامي محمد القصير، أكد أن الإعلام بات يعاني من فوضى النشر بسبب الابتعاد عن الثقافة فالدور الغائب للثقافة يحتاج إلى تفعيل من قبل المؤسسات التعليمية وتدخل الآباء لأبنائهم في الوقت الذي أصبح فيه الخبر قريب من المواطن بالتقنيات الحديثة، وأضاف: أن الصحافة افتقدت الثقافة وعادت من السلطة الرابعة إلى الأولى ولم تعد للنخبة ولا يتلقاها النخبة.
وبين "القصير" أن الصحافة الورقية في طريقها للانتهاء بعد أن اعتمدت في صفحاتها على الإعلانات والمردود المادي.
في حين أوضح أن الحرية الإعلامية تجاوزت الحدود الإعلامية إلى التجريح وهنا على المجتمع أن يبتر ذلك بتجاهلهم حتى يزول هذا التعصب.
وأكد الإعلامي محمد القصير خطورة الاستهداف الواضح للمملكة، واستغلال الإعلام الإلكتروني لهذه الأهداف من الجهات الخارجية التي تريد نشر الفوضى وضياع الأمن داخل بلادنا، وأننا بحاجة ماسة لتوعية أكبر داخل المجتمع خاصة لأبنائنا, للتصدي لهذا الاستهداف الواضح.
فيما شارك عدداً من الحضور بالأسئلة والنقاشات المتفاعلة، وفي نهاية الملتقى قدم الأمين العام لملتقى إعلامي تبوك فايز التمامي درعاً تكريمياً لأمين اللجنة الثقافية بأملج محمد السناني.
وعلى هامش الملتقى قام الضيوف وفريق التلفزيون السعودي بتبوك بجولة سياحية على الجزر البحرية والسوق الشعبي والمنطقة التراثية بأملج، وزيارة لمتحف المناخة بتنسيق من لجنة التنمية السياحية بأملج.