بالرغم من ضعف البنيه التحتيه في بلادنا بالنسبه لخدمات الإتصالات وخاصه خدمات النطاق العريض (BroadBand) وخاصة في الاماكن النائية ، الإ اننا نجد تسارع كبير من قبل الشباب في التسابق على الاشتراك في هذه الخدمات ومعرفة الأسرع والأفضل ، واعتقد أن السبب في ذلك هو بحث الشباب عن متنفس للتعبير فيه عن رأيه والترفيه عن نفسه، وهذا أمر طبيعي في ظل غياب كافة وسائل الترفيه لشبابنا من منشآت رياضيه وثقافيه وبرامج ترفيهيه. وفي خضم هذا التسارع المتزايد في خدمات وسرعات الإنترنت ظهر لنا العدو المخيف المسمى "البلاك بيري"، عدو مخيف نتيجة لثقافتنا، ثقافة الخوف والمنع لكل ماهو جديد. فمن خلال تجاربنا السابقة لم نتعلم أن الخوف والمنع وردود الأفعال لا تفيد أبدا، وأوضح دليل على ذلك عدونا السابق المسمى بالإنترنت الذي منع وحرب وضخمت مخاطره . فلننظر اليوم الى أي مسكن بل الى كل غرفه في المسكن لا تكاد تخلو من هذه الخدمه العظيمه التي كدنا نخسرها بسبب ثقافتنا، بل الأشد والأعظم أن أولئك الذين حذروا وطالبوا بالمنع هم الأكثر إستخداما. فلا لثقافة المنع ...... ونعم لثقافة الوعي والتثقيف لكل جديد ومفيد. صحيح أن خدمة البلاك بيري لم تصمم لهولاء الشباب، بل هي خدمة تستهدف رجال الأعمال لمتابعة أعمالهم عن بعد، وبالرغم من ذلك ظفر هولاء الشباب بهذه الخدمة من أجل الترفيه والتسليه، وأغفلوا جانبا مهما وهو الجانب الفكري والثقافي والمعرفي. فكل واحد منا لديه فكر وثقافة معينه يريد أن يبثها وينشرها ، فلا عذر لنا اليوم في أن نقول أننا لانستطيع أن نعبر عن رأينا وأن ننشر أفكارنا وأن ندافع عن ديننا وحضارتنا وثقافتنا، فهذه الخدمة وغيرها من الخدمات الإلكترونيه كفيله بأن توصل ديننا ورأينا للعالم أجمع. في إعتقادي أن العالم سوف يتحول من الإنتماءات العرقيه والجغرافيه والسياسيه إن صح التعبير الى الإنتماءات الإلكترونيه مرتبطة بمواقع الانترنت ومنتدياته التي تقوم ببث فكرها وثقافتها بشكل واضح ولاسيما المنتديات. فعلى سبيل المثال سوف يكون هنالك دوله خاصة بسكان جوجل ودولة أخرى للفيس بوك، هذا بلإضافة الى دويلات المنتديات وماأدراك ماالمنتديات ، التي تبث فكرها وثقافتها بشكل أوضح من المواقع الشهيرة مثل جوجل وغيره، حيث أن هذه المواقع تركز على الربحيه وتقديم الخدمة بعكس المنتديات التي تركز على الفكر والثقافة. فسؤالي هنا لماذا الإنتظار حتى تفرض علينا هذه الدويلات جنسيتها بدلا من أن نقوم نحن بإنشاء دولتنا الخاصة بديننا وثقافتنا وفكرنا ومنحها للآخرين. البلاك بيري وغيره من الخدمات الإلكترونيه وسائل يجب أن نستغلها ونستخدمها لصالحنا، حيث أنها أصبحت من أقوى الوسائل تأثيرا في هذا العالم. أخيرا ... لا لثقافة إحتقار الأفكار والخذلان وأن هذه الفكرة تافه وعقيمة ولافائدة منها، فيا حبذا لو تحولت الى ثقافة نعم للأفكاروتعزيزها وإحترامها، فكم من فكرة بسيطة لا قيمة لها من وجهة نظري ونظرك تحولت الى مشروع عظيم غير الكثير في هذا العالم وأحدث مثال على ذلك "الفيس بوك"