[frame="2 95"][SIZE=4][ALIGN=JUSTIFY]مدارس البركسات ... غير إن الجهود المبذولة من الدولة رعاها الله للعلم والتعليم لا تخفى على الجميع بل يعرفها القاصي قبل الداني وهي لا تألو جهداَ في هذا الاتجاه وذلك لما يستشعروه من الأهمية القصوى له فالأمة بدون علم وتعليم أمة غارقة في بحور الجهل . والمتتبع لميزانية هذا العام والتي هي فعلاًَ ميزانية الخير يلحظ كم من الملايين وجهت للتعليم وهذا اكبر دليل على الاهتمام به . ومحافظة أملج التابعة لمنطقة تبوك وبكل تأكيد خًصص لها جزء من هذه الميزانية شأنها شأن باقي مدن ومحافظات مملكتنا الحبيبة , هذه المحافظة التي واكبت تطور التعليم منذ بداياته وساهمت مدارسها في تخريج العديد من الأجيال التي ساهمت في تطور ورفعة وطننا الغالي . اليوم واقع التعليم في محافظة أملج ( خاصة قراها الشرقية ) يتعرض لنكسة حقيقية يدفع ثمنها الجميع طلاب ومعلمين وأولياء أمور , ففي العام الماضي وتحديداً في شهر جمادى الأول من عام 1430ه تعرضت المحافظة لهزات أرضية أُخليت بسببها الكثير من القرى خاصة الشرقية للمحافظة وهي قرى تتمتع بكثافة سكانية عالية والإخلاء طال الجميع وبدون شك شمل مدارس البنين والبنات وبحمد الله سرعان ما عادت الحياة إلى طبيعتها وعاد السكان إلى قراهم وقد تزامنت عودة الأهالي مع بداية اختبارات نهاية العام الدراسي وبحكم أن مدارس هذه القرى قد تضررت من جراء هذه الهزات فقد رأت اللجان التي وقفت عليها بعدم صلاحيتها إنشائياً للدراسة فقامت وزارة التربية والتعليم مشكورة بتوفير بيوت جاهزة متحركة ( بركسات ) ليؤدي الطلاب الاختبارات بها كحل مؤقت وانتهى العام الدراسي على خير وقدر الجميع هذه الجهود التي بًذلت من وزارة التربية والتعليم ومع بداية العام الدراسي الحالي 31/32 وجد طلاب قرى ( قصر عليثة , الرويضات , السهلة ) البركسات في انتظارهم واُجبر هؤلاء الطلاب على الدراسة بهذه البركسات الغير مهيأة نهائياً للعملية التعليمية وكان الأجدر بوزارة التربية والتعليم إصلاح وترميم مدارس هذه القرى في فترة الإجازة الصيفية وتجهيزها لبداية العام الدراسي وتكليف مقاولين جدد لمشاريع مدارس هذه القرى الذي توقف العمل بمدارسها منذ عامين . اليوم وبعد مُضي أكثر من عام على جلب هذه ( البركسات ) التي أتت لمهمة معينة في وقت طوارئ حيث كان عنصر السرعة مطلباً مُلحا, ما زالت هذه المدارس عبارة عن بركسات ويبدو أن وزارة التربية والتعليم قد أعجبتها الفكرة وستجعل من مدارس جميع القرى عبارة عن بركسات وبصفة دائمة توفيراً على خزينة الدولة فأي تعليم يُرجى من هذه البيئة الغير تعليمية ! فالطالب في ضنك لا يعلمه إلا من عاش في مثل هذه الأوضاع حاله كحال من شردوا في الحروب والكوارث فالبركسات لا تتجاوز 3م * 3م وبدون فناء يخرج اليه الطلاب ودورات مياه يُرثى لحالها مع سوء التكييف وانعدامه في بعض الأوقات والوضع يندرج على المعلم ففي ظل هذه المساحة الضيقة كيف سيشرح المعلم الدروس ؟ وأين يقضي المعلم استراحته بين الحصص الدراسية . الملفت للنظر انه ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا لم يتم تحريك ساكن فكما أشرت سابقاً جميع هذه القرى توجد بها مشاريع مدارس حكومية معتمدة وبدأ المقاول العمل بها حيث وضعت الأساسات ومن ثم توقف العمل بهذه المشاريع والجميع يجهل سبب هذا التوقف وهم يستغربون من السبات العميق الذي تنتهجه وزارة التربية والتعليم , إدارة التربية والتعليم بمنطقة تبوك عليها عبء كبير إزاء حل هذه المشكلة وينتظر منها أن تقوم بدورها لإصلاح هذا الوضع ( المًزري ). إنني ومن خلال هذا المنبر الإعلامي أناشد سمو وزير التربية والتعليم بضرورة التدخل العاجل لحل هذه المشكلة الكبيرة التي سيدفع ثمنها جيل لا ذنب له سوى أنه وجد في مكان لا يهتم به من تحملوا مسئوليته اللهم هل بلغت ؟ اللهم فأشهد وكلنا في خدمة الوطن .