[frame="22 80"] هذا هو زوجي ... الرسالة السابعة 31- أيها الزوج ... من صفات الزوج الكريم القناعة والرضا بالزوجة وهذا لا يتم إلا بوسائل أهمها غض بصر الزوج عن النساء في الطرقات والمجلات والجرائد ونحو ذلك. ما أجمل أن يكون الزوج دائم الشكر لله عزَ وجلَ على ما منَ عليه من زوجة تعفه وتقوم على خدمته وراحته وخدمة أولاده ، وإلا وقع فريسة للشيطان والهوى في وقت فسدت فيه النساء ، وزاد التبرج زيادة مخيفة لا يستطيع أن يثبت أمامها أحد إلا بتقوى الله عزَ وجلَ ثم بغض البصر. وهذا علاج نبوي يحمل الرجل على القناعة والرضا بزوجته. فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب رضي الله عنها وهي تُمعس منيئة لها _ أي تدلك جلداً لها فقضى حاجته ، ثم خرج إلى أصحابه فقال : (( إن المرأة تُقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ن فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله،فإن ذلك يرد ما في نفسه )) ( رواه مسلم ). 32- الزوج المثالي هو الذي يملك صفة الاهتمام بالزوجة : ولذلك صورعديدة، منها ك التحدث إليها ، والشكاية لها ، ومشاورتها في بعض الأمور ، حتى تشعر المرأة بكيانها وقدرها داخل البيت. إن زوجتك قبل كل شئ بشر ، لها أحاسيسها ومشاعرها ، وهي تطلب منك ما تطلبه أنت منها ، من الاهتمام بها ومعرفة قدرها ومكانتها ، ومجالستها والحديث معها لا سيما وإن ذلك فيه نوع من الترفيه عنها من عناء مسئوليتها داخل البيت. وفن المزاح أحياناً، وبسط النفس، ومداعبة الرجل أهله ن وإعلامه بمحبته لها. والشكاية للزوجة ن واستشارتها يُشعر المرأة بقيمتها وحبها ، ولن تُعدم أيها الزوج رأياً رشيداً منها في بعض الأحيان. 33- أيها الزوج الحبيب... اجعل لزوجتك عندك رغم كل مشاغلك مهما كانت وقتاً للحديث معها والجلوس معها ولن تندم ن بل سيزداد الحب والمودة. أين الأحاديث الحسان عن جمال عيونها، وعذوبة ألفاظها، وذوقها، وحسن اختيارها لملابسها وملابس أولادها، وإعدادها لبيتها، وعن الإعجاب بعطرها وجمالها، وعن الثناء على ما تقوم به من خدمته وخدمة أولادها وبيتها. وينبغي للزوج المسلم أن يدرك الأخطار قبل وقوعها ن فيشعر زوجته بالإيناس ويسليها بتحديثها عن آماله وآلامه، وأشواقه وأحلامه، وأحواله في عمله مثلاُ، ومواقف الحياة الطريفة.. وأخبار العالم وأحداثه المثيرة، ومواقف للدعوة والدعوة.. والسؤال عن أحوالها وأخبارها وشئونها.. إلى غير ذلك مما يصل حبال الأنس بينهما. 34- ينبغي للزوج المسلم أن يشعر زوجته بقوة ارتباطه بها ، وعظم اهتمامه بها ،وأنها في بؤرة شعوره لا هامشه ، في سويداء قلبه لا جوانبه. خيالك في عيني وذكرك في فمي *** ومثواك في قلبي فأين تغيب فلا يشغله عنها كثرة الأعمال: سواء كانت تجارة وجمع مال لتحسين الحال، أو كثرة الأسفار والحل والترحال، أو طلب العلم، أو شئون الدعوة.. كل ذلك لا ينسيه حقها من المؤانسة والتسلية ، كيف ينسيه ومن هو أكثر منه مشاغل ، وأعظم تبعة كان حريصاً على هذا الجانب ن لا يغفله في حضر ولا سفر ؟! تلك هي العظمة التي توازن بين المطالب والحقوق ن فلا يطغى جانب على جانب ن بل يعطى كل ذي حق حقه بالعدل والميزان ن بلا زيادة ولا نقصان. حينها تسير سفينة الحياة الزوجية آمنة في غاية الاستقرار ، مصونة من الأعاصير والخطار. 35- أيها الزوج الحبيب... احذر أن تجعل حياتك وتصرفاتك أمام زوجتك ألغازاً وأسراراً ، ولكن أشركها معك في أمورك ، وأطلعها على أحوالك بقدر ، وإن كان لابد من ستر شئ هام ، فعوضها عن ذلك بما يُذهب وحشتها ، ويؤنس وحدتها، تنل حبها وثقتها ، وتحقق سعادتها. وارجع دائماً إلى هدي خير الأزواج صلى الله عليه وسلم، وتأمل فيه وتدبر، واجتهد واعمل. وعليك بكتب اُلملَح والطرائف من أخبار الأذكياء ، والبخلاء ، والحمقى والمغفلين ، ونوادر العرب ، وغيرها ، ففيها زاد طيب. 36- فما أجمل هذه الأخلاق ؟ وما ارفع هذا السلوك؟ عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : جاء أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن له فدخل فقال:يا ابنة أم رومان ، وتناولها أي غضب عليها ، وفي رواية : ضربها أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ألا ترين أني قد حُلت بين الرجل وبينك )) ، قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها ، قال : فأذن له ، فدخل فقال أبو بكر ك يا رسول الله أشركاني في سِلمكما كما أشركتماني في حربكما . ( رواه الإمام أحمد في (( المسند)) ، وأبو داود في (( سننه )) ، وصححه الألباني). فهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يعتذر لعائشة رضي الله عنها رغم أنها هي التي أخطأت برفعها صوتها على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه الخلق الرفيع منه صلى الله عليه وسلم. ما يُضير الرجل حين يعتذر لزوجته، ويلاطفها؟! وما أجمل قاعدة أبي الدرداء رضي الله عنه حين قال لزوجته : (( إذا رأيتيني غضبت فرضنِي ، وإذا رأيت غضبك رضَيتك ، وإلا لم نصطحب)). 37- أيها الزوج الحبيب... إن من الأزواج من يكثر لوم زوجته وانتقادها عند كل صغيرة وكبيرة، فتراه ينتقد الطعام الذي تعده الزوجة، وتراه يعاتبها إذا بكى الصغار أو كثر عبثهم، وتراه يبالغ في تأنيبها إذا نسيت أو قعدت في شأن من شؤونه. فالزوج العاقل الكريم ، لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ، ولا يؤاخذها بأول زلة ، بل يلتمس لها المعاذير ، ويحملها على أحسن المحامل. وإن كان هناك ما يستوجب العتاب عاتبها عتاباً ليناً رقيقاً تدرك به خطأها دون أن يهدر كرامتها أو ينس جميلها. ثم ما أحسن أن يتغاضى المرء ويتغافل، فذلك من دلائل سمو النفس وشفافيتها وأريحيتها، كما أنه مما يعلي المنزلة، ويريح من الغضب وآثاره المدمرة.وإن أتت المرأة ما يوجب العتاب فلا يحسن بالزوج أن يكرر العتاب، وينكأ الجراح مرة بعد مرة، لأن ذلك يفضي إلى البغيضة ن وقد لا يبقى للمودة عيناً ولا أثراً. 38- أيها الزوج... إظهار المحبة والمودة للزوجة يدخل في قلبها المحبة لك وهذا يكون إما بالقول، وإما بالفعل. فأما بالقول: فقد قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديث أم زرع الطويل لعائشة: (( كنتُ لك كأبي زرع لأم زرع)) أي: في الألفة والوفاء. وعلى الزوج أن يختار من الكلام ما تحب المرأة سماعه ، وأن يتجنب من الكلام ما لا تحبه ، وعليه أيضاً أن يهتم بحديثها إذا حدثته وأن يثني عليها إذا أصابت الحق في مسألة ما أو مشكلة ، فإن ذلك ولا شك يطيب قلبها نحوه ويؤنسها في وحدتها إذا غاب عنها ويشعرها بمكانتها من نفسه ، وقربها من قلبه. فأما بالفعل : فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيِ فيشرب ، وأتعرق العَرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيِ)). [/frame]