أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأربعاء من القصر الرئاسي تريثه في تقديم استقالته رسمياً، بعد نحو ثلاثة أسابيع على اعلانها بشكل مفاجئ من الرياض، وذلك استجابة لطلب الرئيس ميشال عون بإفساح المجال أمام مشاورات إضافية. وقال الحريري في خطاب تلاه من القصر الرئاسي بعد خلوة عقدها مع عون "لقد عرضت اليوم استقالتي على فخامة الرئيس (عون) وقد تمنى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية فأبديت تجاوباً مع هذا التمني". وأمل الحريري الذي وصل الى بيروت ليل الثلاثاء أن يشكل قراره "مدخلاً جدياً لحوار مسؤول" من شأنه أن "يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب". وحضر الحريري صباح الأربعاء الى جانب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان نبيه بري عرضاً عسكرياً أقيم في وسط بيروت لمناسبة الذكرى ال74 لاستقلال لبنان، قبل أن ينتقل الى القصر الرئاسي حيث عقد خلوة مع عون وبري قبل بدء الاستقبال الرسمي. وشدد الحريري على حاجة لبنان الى "جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاطر والتحديات، في مقدمتها وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الاقليمية وعن كل ما يسيء الى الاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية مع الاشقاء العرب". وأكد الحريري الذي أعلن استقالته بشكل مفاجئ من الرياض في الرابع من الشهر الحالي، موجهاً انتقادات لاذعة الى كل من إيران و"حزب الله"، تطلعه الى "شراكة حقيقة من كل القوى السياسية في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصالح أخرى". وتأتي خطوة الحريري الأربعاء بعدما ربط في مقابلة تلفزيونية في 12 نوفمبر، تراجعه عن الاستقالة "باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة".