فيما باشرت الجهات الأمنية حادثة مقتل رئيس بلدية محافظة القرى بمنطقة الباحة، علي الزهراني، أعلنت أمانة المنطقة في بيان أن رئيس بلدية القرى أثناء أداء عمله في مكتبه بالبلدية تعرض لإطلاق نار من أحد موظفي البلدية، وأسفرت ً الحادثة عن وفاته في الحال، كما أطلق الموظف النار على نفسه فسقط قتيلا. وعبر أمين الباحة السابق المهندس محمد مبارك المجلي عن عميق أسفه وألمه برحيل المهندس علي الزهراني. ووصف الفقيد بأنه حريص على عمله «ساخن الدم» لا يقبل التهاون والإهمال، مستعيدا مواقف جمعته به، إذ تم نقله من بلدية العقيق ضمن آلية التدوير بين رؤساء البلدية وأنه وقع قرار نقله. ً وقال إن الفقيد أصيب بمرض السكري ما يتسبب في سرعة انفعاله أحيانا ً بسبب قصور بعض الموظفين أو إهمالهم أو عدم انضباطهم، سائلا الله تعالى له المغفرة والرحمة. وكشفت مصادر – وفقا ل «عكاظ» – أن الرئيس الراحل نقل الموظف القاتل الخميس الماضي من قسم الحركة إلى الصيانة، والذي بدا أنه غير راض عن النقل، واستشعر أن رئيسه يتقصده بالنقل دون مبرر، خاصة أنه سبق أن نقله من مراقبة الأراضي. وحسب مقربين من الطرفين فإنهما كثيرا ما دخلا في جدل بسبب وقت الحضور والانصراف. إلى ذلك رجحت شرطة منطقة الباحة أن تكون خلافات العمل وراء الجريمة والدافع الرئيس لها. وأوضح المتحدث باسم شرطة منطقة الباحة العقيد سعد طراد أنه في تمام الساعة الثامنة و25 دقيقة صباح أمس ورد اتصال هاتفي من بلدية القرى لشرطة محافظة القرى، مفاده وجود حالة قتل داخل بلدية المحافظة. وأكد أنه بالانتقال للموقع اتضح مقتل رئيس بلدية القرى داخل مكتبه، نتيجة تعرضه لطلق ناري من سلاح (مسدس ربع جلوك) من قبل أحد موظفي البلدية، والذي أجهز على نفسه فور قتل المجني عليه بطلقة نارية من المسدس نفسه، مؤكدا أنه تم اتخاذ الإجراءات الأولية من قبل الجهات الأمنية بحضور الطبيب الشرعي، وإرسال جثماني (الجاني والمجني عليه) لثلاجة المستشفى للتحفظ عليهما، واستكمال ما تبقى من إجراءات لمعرفة الملابسات والدوافع. عرفت الأوساط البلدية في منطقة الباحة رئيس بلدية محافظة القرى المهندس علي محمد الزهراني باعتباره شخصية مكافحة منذ طفولته التي عاشها يتيما، ليعتمد على نفسه في التعلم بدءا من المراحل الأولية، وينال «ليسانس» ً الهندسة من جامعة الملك فيصل، ويعمل في وزارة التعليم، قبل أن ينتقل للعمل رئيسا للقسم الهندسي في إدارة تعليم أبها. ً وانتقل لاحقا إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية وعمل رئيسا ً لبلدية محافظة الحجرة، ثم رئيسا ً لبلدية محافظة العقيق، ليتم نقله عبر آلية التدوير قبل أقل من عام رئيسا لبلدية القرى، وعرف عنه حرصه على النظام وانضباطه في الدوام.