دوام الحال من المحال، سنن كونية بداية ثم نهاية، وقد ازدادت الحداثة والتقدم و التطور التكنولوجي وباتت وسائل النقل القديمة " الحنطور" وهي عربة تجرها الخيول وقد باتت اليوم مجرد أنتيك ولم نعد نشاهدها إلا في الأفلام القديمة أو المتاحف, كذلك الأمر بالنسبة إلى الصحف الورقية ففي القريب العاجل ستصبح تابلوهاً في المتاحف يحمل أخباراً بأحبارٍ على الورق المتهالك القديم بسبب تغول الصحافة الالكترونية وتفوقها على الصحافة الورقية, ونذكر هنا بعض ميزات الصحافة الالكترونية عن الصحافة الورقية : سرعة تداول المعلومة , ففي وقت حدوث الحادثة تنقل إلى القارئ فورا بالتقرير المفصل موضحا به الصورة وزد عليه فيديو بالواقعة . وبالنسبة للقارئ لا يتكبد عناء تكلفة الجريدة الورقية أو التحرك من منزله بحثاً عن بائع الصحف لشرائها، ولكن يقتصر الأمر على وجود الانترنت بأن تكون ( اون لاين ) فيستطيع قراءة ما يحب و بشكلٍ مجاني . وفي حال المقارنة بين الصحف الورقية والالكترونية في التكلفة، فبالنسبة للقائمين على الصحافة الالكترونية فالأمر شاسع بينهما في التكاليف من حيث شراء أو إيجار المقر وإيجاد كادر إداري وإيجاد مطبعه مناسبة لطبع الجريدة والاتفاق إلى من يقوم بالتوزيع . وأضف إلى تلك التكلفة تكلفة المرتجع من الجرائد الورقية أي ما لم يباع منها وقد عاد أدراجه دون فائدة منه, إما الالكترونية فالمحرر أو الكاتب والموقع الالكتروني ومصاريف صيانة واستضافة وقد يكون الأمر ابسط من ذلك بمدونة بلوجر أو صفحة فيس بوك أو تويتر أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي من اجل النشرعلى نطاقٍ واسع، فالتكلفة هنا زهيدة مقارنة بالصحافة الورقية التي أصبحت تكلفتها رقما صعبا وعبئا ثقيلاً على عاتق الناشر . أما من حيث الفاعل فقد نرى مدى التفاعل الكبير والمؤثر بين القراء وبين الجريدة الالكترونية، فبإصدار العدد ترى فورا مدى إعجاب الناس واستحسانهم للعدد فور صدوره أو العكس، بما يبين مؤشرات القبول بين القراء بشكلٍ غاية في السهولة والوضوح . كما لدينا أيضاً بالصحف الالكترونية إمكانية التعديل بشكلٍ سريع دون تكبد المزيد من الخسائر, ما يؤخذ على الصحافة الورقية من ضمن مآخذها بطء التعديل والاستدراك فعندما يقع خطا في عدد ما للجريدة ويباع للجمهور لا يعدل إلا في اليوم التالي على أسرع تقدير وناهيك عن الخسائر الناتجة عن استهلاك المزيد من الأوراق والأحبار ورمي الطبعات القديمة . قد تكون في بعض الصحف الورقية محتفظة بهيبتها ومكانتها وتجنى الكثير من الإرباح بسبب إقبال الجمهور على الشراء من جهة ومن جهة أخرى ثقة المعلن في الجريدة مما يعزز لها مكاسب مالية , لكن آجلا ستنتصر الصحافة الالكترونية وتختفي الصحافة الورقية إلى الأبد .