نحن المسلمين نعيش نعمة الإيمان بالقضاء والقدر، فنعيش من خلالها اليقين بأن كل ما نراه في الظاهر شرًّا ومحنة هو خير عميم ومنح قادمة فقط الصبر مع الرضا، فاللهم لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به وارزقنا بَرَد الرضا بقضائك. مقتل ابنة بلادي "ناهد المانع" يفتح أمامنا آفاقاً لمنح علينا أن نستثمرها خير استثمار ومن ذلك: أولاً: الابتعاث: 1- تقنين الابتعاث إلى أقصى حد بحيث لا يسافر إلا من لم نجد تخصصه في بلادنا أو في دولة إسلامية، وما يحدث الآن أن الابتعاث مفتوح بابه للجميع من الثانوية العامة فسافر الجميع في تخصصات متوفرة لدينا، فلماذا هذا الهدر المالي والبشري والديني والعقلي؟! 2- تنظيم الابتعاث بحيث ترصد الجامعات القوية علماً وتعاملاً، ويرسل لها أولادنا مباشرة بترتيب من وزارة التعليم العالي. 3- تحديد المدن التي يبتعث إليها أولادنا بحيث تكون في منطقة آهلة بالمسلمين ووسط معاهد تعج بالمسلمين فيعيش أولادنا في وسط إسلامي آمن. 4- ضمان حماية أولادنا المبتعثين خاصة المتفوقين منهم؛ حتى لا تسرق أرواحهم وأبحاثهم عبر مشاريع التأمين ونحوها. 5- قيام الملحقية الثقافية بمتابعة مستمرة لأوضاع أولادنا باستمرار عبر تواصل مباشر خاصة المستجدين. ثانيا: التخصصات: 1- الكثير من التخصصات التي يبتعث من أجلها أولادنا متوفرة في بلادنا بحمد الله ومنته. 2- التخصصات النادرة جدا والتي لا تتوفر في بلادنا قد تتوفر بحمد الله في دول إسلامية مثل ماليزيا التي غدت قِبلة علمية. 3- على وزارة التعليم العالي إنشاء جامعات متخصصة في التخصصات النادرة. 4- أين كوادرنا الوطنية التي سافرت لتحصل على درجات علمية نادرة؟! لماذا نجدهم يبثون شكواهم عبر كل المنافذ من عدم توفر وظائف لهم؟!. 5- لماذا نجد وزارة التعليم العالي بدعوى الجودة تستقدم أعضاء تدريس في تخصصات الشريعة والتربية واللغة العربية وجامعاتنا تخرّج من حملة الشهادات العليا بالعشرات سنويًّا بينما نحن نحتاج تخصصات نادرة في جامعاتنا؟!. 6- تأهيل المعامل والمختبرات في التخصصات العلمية والنظرية. 7- هل ما يدرسه أولادنا في الابتعاث يعادل معايير الجودة المطلوبة حقا؟! وهل سنة واحدة أو سنتان في تحصيل الماجستير مثلاً كافية للوصول للمنتج المطلوب؟!. ثالثاً: التأهيل للابتعاث: 1- تقديم دورات شرعية؛ لتثبيت أولادنا أمام الانفتاح اللا محدود في حياة الغرب 2- تقديم الدورات العلمية للوصول إلى المسار الصحيح في اختيار التخصص. 3- تقديم استشارات علمية في اختيار الجامعات القوية والتي تكون في وسط إسلامي يحفظ لأولادنا أمنهم الديني والفكري والعلمي والبدني. رابعاً: حقوق عامة: 1- إنشاء هيئة عالمية حقوقية للدفاع عن حقوق المواطنين المهاجرين عامة والمبتعثين خاصة من حقوقي العالم الإسلامي ولا تتبع سلطة حكومية. 2- إنشاء مؤسسات إعلامية متخصصة بكل لغات العالم للتعريف الحقيقي بالإسلام في كل مناطق الابتعاث للقضاء على الأمية الإعلامية المنشورة عنا. 3- إنشاء معاهد متخصصة في تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية في مناطق العالم التي تسيء فهم الإسلام لجلاء الحقيقة. 4- تجهيز كل مبتعث بحقيبة علمية شرعية بلغة البلد التي يسافر إليها؛ لتكون غذاءً شرعياً له ولغيره وسبيلا للدعوة للإسلام. 5- ربط المبتعثين بمكاتب دعوة الجاليات في المملكة للحصول على ما يحتاجونه من فتاوى وإصدارات علمية ومترجمين. والمقترحات تترى لو تأملنا بهدوء ما يخدم بلادنا وثروتها البشرية من خلال النظر للابتعاث على أنه باب نفتحه لنستزيد تفوقاً علمياً واكتفاء ذاتياً مستقبلياً فقط وليس باباً مشرعاً وسيفا مسلطا على الرقاب، فإما الابتعاث أو التحويل لعمل إداري والتوقيع على تعهد بذلك مع أوراق التعيين. اجعلوا الابتعاث نعمة وليس نقمة، فالمؤمن كيّس فطِن.