تقول وزارة التعليم العالي إن لديها هدفاً إستراتيجياً طموحاً، من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ليستمر حتى مرحلته العاشرة 2020، وهو تخريج 500 ألف مبتعث سعودي من أفضل 500 جامعة في العالم، والهدف بدون شك طموح ومُكلف، فقد كلف خزينة الدولة حتى تاريخه 60 مليار ريال؟ ولكنه أسطوري ويُسطِّر لمرحلة جديدة من التاريخ السعودي، لأن دخول هذا العدد بهذه الخبرات، خلال عقدين من الزمان، يُشكِّل إضافة نوعية للمجتمع السعودي، وللاقتصاد السعودي، وللتعليم السعودي، والتأثير السعودي على مستوى العالم. هذا الطموح ليس بعيد المنال، إذا علمنا أن عدد الدارسين السعوديين في الخارج اليوم، وفق آخر إحصائية صادرة من التعليم العالي، (130397 طالباً وطالبة) في 27 دولة، منهم (87844 طالباً مبتعثاً من وزارة التعليم العالي)، و(11845 مرافقاً يدرس اللغة)، و(14103 موظفين مبتعثين). نعيش اليوم، المرحلة السابعة من برنامج الابتعاث الخارجي، والعمل قائم للبدء في المرحلة الثامنة، فالتاسعة، حتى المرحلة العاشرة التي من المقرّر أن تبدأ قريباً، وأكدت إحصائيات الوزارة لعام 2012 أن ما نسبته 70.3% من هؤلاء الطلبة يدرسون تخصصات الأعمال التجارية والإدارة، والهندسة والصناعات الهندسية، والمعلوماتية، والخدمات الطبية، والطب، وأن نسبة 85.2% منهم يتركز في ست دول هي أمريكا، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا. مصير هؤلاء المبتعثين العودة للوطن، ويُقال العودُ أحمدُ، وهنا يُثار سؤال كبير بعد عودتهم عن مدى توفر الوظائف المناسبة لهم؟ ولدى وزارتي التعليم العالي، والعمل، قناعات راسخة أن السوق سوف يستوعبهم؟ وأطلقوا برنامجهم الجديد (جاهز) عنوانا لهذه الجهوزية، لأن البرنامج من بدايته يُركِّز على التخصصات العلمية والطبية والهندسية سعياً لسد حاجة سوق العمل المحلي، خصوصاً بعد توسع الجامعات لتصبح 26 جامعة حكومية، و9 أهلية، واعتماد إنشاء مستشفى جامعي لكل منها. بالمقابل أطلق مجموعة من المبتعثين العاطلين والعاطلات عن العمل من حملة الماجستير والدكتوراة، صفحة إلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي من أجل البحث عن وظائف، بعد أن وجدوا أنفسهم في عداد العاطلين عن العمل رغم شهاداتهم العليا وتخصصاتهم النادرة، والمطلوب اليوم هو فقط نقلهم من (حافز) إلى (جاهز) لنحل كل مشكلاتهم.