كشف المستشار القضائي الخاص في وزارة العدل الدكتور صالح بن سعد اللحيدان أن توبة المرتد عن دينه لا تعفي من إقامة حد القصاص في الدنيا، مشيراً إلى أن أمر توبته بينه وبين الله عز وجل، ويأتي ذلك في وقت ظهرت فيه حالات شاذة لمواطنين ارتدوا عن دينهم ومنهم الكاتب حمزة كشغري وآخر يدعى حمود العمري وغيرهم. وأشار الشيخ اللحيدان في حديث نقلته (الجزيرة أونلاين) أن المقصود بالشذوذ الفكري هو الانفراد والانحياز إلى الذات والرجوع إلى الفكر، وهو ما يعتلج في ذهن الإنسان من أراء وأفكار وخواطر، موضحا أن الشاذين فكريا ينقسمون إلى خمسة أنواع: الأول صفاء الفكر المطلق، وهو خلو الفكر من الشوائب الداعية لأن يزل المرء، ويصدر هذا ممن تربى تربيه سليمة منذ الطفولة المبكرة فتكون هناك موائمه بين السلوك والغرائز والوجدان، مبينا أن هذا النوع صفة لازمه لسعة العقل ونضوج الفكر، وهذا الذي يدعو إلى التجديد والإضافات العقلية. أما النوع الثاني فهو الفكر الخاص وصاحبه يميل إلى عدة اتجاهات فكرية ولكن يستطيع أن يميز لان العقل لديه يسبق القلب، والنوع الثالث هو الفكر المحدود الذي يدور صاحبه حول أراء محدودة وأفكار ما يتجاوزها إلا ويعود إليها وغالبا يسلم من الشذوذ. والنوع الرابع هو فكر العقائد، وأوضح: "حسب تحليلي لنفسيات أصحاب هذا الفكر فلديهم شعور بالتعب النفسي لسبب من الأسباب، ودائما الفكر لديهم فيه شذوذ وخاصة فيما يتعلق بالعقائد وغالبيتهم انصياعهم لنداء الفطرة قليل جدا". واعتبر الشيخ اللحيدان النوع الخامس الأشد خطرا، وهو متعلق بالشذوذ الفكري الموجه وينقسم حامليه إلى نوعين: إما أن يكون لديهم شعور بالنقص فينشدون البديل عن طريق الشذوذ الفكري المتعلق بالآداب والقيم والتوحيد . وإما أن يكون هذا الصنف موجها بأن يكون أداة من الأدوات التي يستغلها غيرهم، وهذا ينطبق على كثيرا من كتاب الرأي والشعر والرواية، وغالبيتهم مصابون بانتكاسات نفسية مزعجة. وعاد المستشار القضائي في نهاية حديثه ليؤكد على أن توبة المرتد بينه وبين ربه، أما فيما يتعلق بإقامة الحد عليه في الدنيا نظير ما صدر منه فهذا عائد لولي أمر المسلمين. مشيرا إلى أن حكم المرتد هو القصاص.