قصة تحمل في طياتها معنى الوفاء والتبجيل للمعلم، سطر فصولها طالب تجاه معلميه الذين أفنوا حياتهم من أجل طلابهم. بطلنا مواطن ومعلموه من الجنسية المصرية كَانُوا يدرسون له قبل 25 عاماً، ثم مرت السنوات وعادوا إلى وطنهم مصر. لم ينسَ الشاب طوال هذه السنوات فضل معلميه وعلاقته معهم، فظل يبحث عن اثْنَيْنِ منه، حتى توصل إليهما في النهاية، رغم مرارة التعب في البحث، وصبر أياماً وشهوراً لكي يحقق أمله في إيجادهم، ثم لم يتردد في قطع آلاف الأميال ليزورهما في مصر. فهد بن مسعد المحياوي الجهني، يروي ل "تواصل" قصته قَائِلاً: بحثت عن معلمي المقرب، ويدعى الأستاذ محمد حنفي، وبدأت البحث عبر وسائل التواصل الاجْتِمَاعِيّ، حَتَّى عَثَرَت عليه، وتواصلت معه عن طريق الهاتف الجوال، وعرفته بنفسي، وذكرته أنني كنت أحد طلابه في مادة الرياضيات التي كان يدرسها لنا في ثانوية أبي طلحة الأنصاري في مدينة ينبع النخل، التابعة لمنطقة المدينة الْمُنَوَّرَة. أعادت كلمات "الجهني" معلمه بالذاكرة إلى الوراء، مسترجعاً الذكريات التي قضاها أثناء تدريسه، معبراً له عن سعادته بهذا الاتصال، وأثنى على حرصه على التواصل مع معلميه؛ مِمَّا يدل على نبل أَخْلَاقه وحسن تربيته، ثم اتفق الطرفان على اللقاء، مُبَيِّنَاً له أنه سيزور مصر خلال أيام، واتفقا على الموعد. بَعْدَ ذَلِكَ بدأ "الجهني" عملية بحث جديدة عن معلمه الآخر الأستاذ محسن السعيد، معلم اللغة العَرَبِيّة، حيث كان البحث عنه خلال وسائل التواصل الاجْتِمَاعِيّ أيضاً، وبعد مدة تمكن "الجهني" من التواصل مع المعلم الفاضل والاتصال به ليعرفه بنفسه على أنه أحد طلابه السابقين، ويرغب بمقابلته حين زيارته لمصر، ليتفقا على موعد قريب. بالفعل حدثت اللقاءات، ويروي "فهد الجهني" مُؤكِّدَاً أن مشاعر السعادة غمرته ومعلميه الأفاضل الذين لم يتمالكوا أنفسهم من الفرحة والبهجة بهذا اللقاء، معَرَبِين عن سعادتهما بهذه الزيارة وهذا الموقف النبيل الذي سطر أسمى معاني الوفاء والإخلاص، مؤكدين له أن ذلك اللقاء هو الأول الذي يجمعهم مع طلابهم السابقين من المملكة العَرَبِيّة السعودية، وتمنى "الجهني" بأن يكون هناك لقاء آخر يجمعه بمعلميه في القريب العاجل.