مع اقتراب بداية العام الدراسي تعيش كثير من الأسر تجربة دخول أحد أطفالها لمرحلة التمهيدي (الحضانة)، وربما للمدرسة لأول مرة. وتسبب هذه التجربة الجديدة بعض الصعوبات بالنسبة للطفل والأم على حد سواء، فمرحلة الانفصال عن الأسرة لوقت طويل والتعامل مع أشخاص آخرين ربما تصيب بعض الأطفال بالخوف أو البكاء الشديد أو رفض مغادرة المنزل والذهاب إلى مكان غامض بالنسبة له، به أشخاص لا يعرفهم وبالتالي تزداد حالات التشبث والفزع. وهنا نقدم مجموعة من النصائح للأم لكي تستطيع تأهيل طفلها لخوض هذه التجربة الجديدة دون خوف: 1- ساعدي طفلك ليألف المدرسة بالحديث الإيجابي عنها، وربما تفيد زيارة الطفل مع والديه للمدرسة قبل بدء الدراسة، فهذا شيء جيد، وبوسعك المضي قدماً حيث إنها ستكون فرصة للقاء المعلمين والمشرفين. وسوف يساعد ذلك طفلك في إنشاء العلاقة بين المدرسة والمنزل بعد أن يشاهد والدته والشخص الذي سيتولى رعايته يتحدثان معا بهدوء وثقة، سوف يشعر طفلك بالأمان حول المكان والأشخاص الذين سيعيش معهم. 2- أعدي الأدوات المدرسية مع طفلك، واذهبي معه عند شراء حقيبته المدرسية الأولي، أدواته، مقلمته، حذاء المدرسة. لا تترددي في ذلك حتى إذا لم يكن لهذه الأشياء استخدام فهي ذات دلالة رمزية، وفكري في شراء الأحذية والملابس التي يمكنه ارتداؤها وخلعها وحده (الأحذية ذات اللاصق على سبيل المثال) لا تشتري الأشرطة والأحزمة أو السالوبت والبودي، ابتاعي ملابس نظيفة لكن غير قابلة للاتساخ بسهولة لممارسة الأنشطة. 3- استمعي بتعاطف لمخاوف طفلك وما يقلقه، واسمحي له أن يعبر عن عدم رغبته في الابتعاد عنكما، والذهاب إلى مكان لا يعرفه، هذا الأمر مهم كي يشعر أنك تستمعين إليه وليشعر بالطمأنينة، وقد تكون هذه فرصة مواتية لك لتحكي له عن يومك الأول في المدرسة ولتوضحي له ما إذا كان هذا الأمر صعبا بالنسبة لك وكيف وصلت إلى هناك. 4- وضحي مشاعرك لطفلك حول هذا الانفصال في المستقبل، يمكن أن يكون دخول الطفل إلى روضة الأطفال أمرا معقداً للآباء والأمهات أيضاً لأنهم يجدون صعوبة في الانفصال عن الطفل. 5- توقعي فترة التكيف، إذا كنت تستطيعين القيام بذلك، اصطحبي ابنك طوال اليوم أو نصف يوم.. فمن المهم لطفلك أن يشعر أنك قريبة منه في هذه اللحظات الهامة، والحل الأمثل هو أن تتركيه في المدرسة في صباح اليوم الأول فقط بحيث يمكنه استيعاب ذلك اليوم، الذي سيشكل بعض المتاعب بالتأكيد لتواجده في هذه البيئة الجديدة وفي الفناء الصاخب، فكري في مرافقة طفلك خلال الأيام القليلة الأولى من الدراسة. 6- استقبلي طفلك بهدوء، في نهاية اليوم، وبعد أن يأخذ قسطاً من الراحة، اسمحي له بالتنفيس والحديث، ولكن لا تنهالي عليه بالأسئلة، لا تبالغي في تدليله حتى وإن كانت تواتيك الرغبة الشديدة في ذلك. 7- مكني طفلك من الاعتماد على ذاته، فإن اصطحاب طفلك في كل مساراته لا يعني أن تفعلي كل الأشياء التي يجب أن يفعلها بنفسه بدلاً منه مثل ارتداء ثوبه بنفسه، الاستحمام إلخ… ولا تثيري مخاوفه بتكرار التحذير "انتبه سوف تضر نفسك". 8- أعدي طفلك للحياة الاجتماعية، فمن المهم أن يعيش طفلك مواقف خارج نطاق العائلة، إما من خلال مشاركته في الأنشطة الرياضية والثقافية أو تكوين الصداقات، مع زملائه بالحضانة، ومع جليسة الأطفال وغير من ذلك من أماكن تواجد الأطفال. 9- يجب على الآباء أن يمنحوا الثقة لأطفالهم، وهذا يعني أنهم يعتقدون أن بإمكان طفلهم إدارة موقف ما حتى وإن كان به صعوبات، فسيكون دورهم إذاً في مواقف الحياة اليومية لدعم جهود طفلهم وتشجيعه وإظهاره حتى لو لم ينجح دائما، بهذه الطريقة ستنمو لدي الطفل الثقة بالنفس والقدرة على تجاوز المواقف الصعبة وسوف يكون قادرا على التعامل بكل ثقة. 10- الانفصال عن الطفل على نحو جيد، فلا يجب أن تتركي طفلك بمجرد أن يدير ظهره، فمن المؤكد أنه لابد من الانتباه له جيداً لتجنب البكاء والتشبث.